في قبال ما علم
بشهادة أساطين الفنّ بجلالة الرجل ، وعظم منزلته عند الأئمّة عليهم السلام. ولو
كانت في عقيدته شائبة انحراف لمّا خصّه الإمام عليه السلام بالقرب والإكرام ، والتشريف
بما يقعد له ويقام. وما ذكر الأخبار في أمثال المقام إلاّ مثل الاجتهاد في قبال
نصّ الإمام عليه السلام ، وشهادة الأجلاّء الأعلام.
وأمّا قول المناقش في آخر كلامه ، في
ذيل الخبر الأوّل : إنّه يجب ردّ خبره مطلقا ؛ إذ لا علم لنا بأنّ أحاديثه رواها
قبل رجوعه أو بعده.
ففيه ؛ ما أوضحناه في المقباس
، وفي مقدمات الكتاب
، وأشرنا إليه مرارا ، من أنّ سكوت المنحرف بعد اعتداله وعدالته عمّا رواه في حال
الانحراف ، كاف في الاعتماد عليها ؛ ضرورة أنّه لو لا صحتها لكان سكوته تدليسا
منافيا لعدالته.
ومثل هذه الأخبار المناقش بها في عقيدته
ما نوقش به في تقواه ، ممّا رواه في الجزء الثالث من قرب الإسناد
، بالإسناد المزبور في حديث طويل ، قال : قال الرضا عليه السلام : «.. وأنتم
بالعراق تتولّون أعمال هؤلاء الفراعنة ..».
__________________