عثرت الآن على التفات صاحب الحاوي (١) أيضا إلى كون العبارة كلّها ترجمة واحدة ، حيث قال : لا يخفى أنّه قد كرّر النجاشي اسمه ، فذكره مع نسبه أوّلا ، وأعاد مع كتبه ثانيا ، فلا يتوهّم التعدّد بسبب التكرار وتركه لأبيه وجدّه ؛ لأنّه لمّا أوضح نسبه أوّلا اقتصر على نسبته إلى جدّ أبيه ثانيا ، إذ المقصود حينئذ إيضاح كونه مصنّف الكتاب وصاحب الكتب المتعدّدة ، ومثل هذا كثير في العبارات وواقع في المحاورات.
وتوضيح ذلك ما ذكره في ترجمة ابن بابويه ، حيث قال : أخبرني بجميع كتبه ، وقرأت بعضها على والدي عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي. انتهى ما في الحاوي.
وإذ قد عرفت ذلك نقول :
أوّلا : إنّ للرجل كنى عديدة (٢) ، أحدها : أبو العبّاس ، ذكره جمع.
والثاني : أبو الحسين ، ذكره بعضهم ، وذكره هو بنفسه في أوّل الجزء الثاني من كتابه ، في أوّل حرف العين.
والثالث : أبو الخير ، ذكره بعضهم. وربّما كنّاه في روضات الجنّات (٣) :
_______________
(١) في حاوي الأقوال المخطوط : ٢٤ ـ ٢٥ برقم ٧٢ من نسختنا [الطبعة المحقّقة ١٨٢/١ ـ ١٨٥ برقم (٧٣)] بعد أن ذكر عين عبارة النجاشي في رجاله قال : قلت : سبب التكرار وتركه لأبيه وجدّه ؛ لأنّه لمّا أوضح نسبه أوّلا اقتصر على نسبته إلى جدّ أبيه ثانيا. أو المقصود حينئذ إيضاح كونه مصنّف الكتاب وصاحب الكتب المعدودة ، ومثل هذا كثير في العبارات ، وواقع في المحاورات. قد كرّر النجاشي اسمه فذكر مع نسبه أوّلا ، وأعاده مع كتبه ثانيا ، فلا يتوهم التعدّد ، ويوضّح ذلك ما ذكره في ترجمة ابن بابويه حيث قال : أخبرني بجميع كتبه وقرأت بعضها على والدي عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي .. إلى آخره.
(٢) قد تقدّم في ترجمة أحمد بن العبّاس النجاشي البحث عن كنية المترجم ، فراجع.
(٣) روضات الجنّات ٦٠/١ برقم ١٣ فقد عنونه هكذا : الشيخ الثقة الضابط الجليل ـ