والعجب من السيّد الداماد ، حيث حكى في المنهج (١) عنه وقوع مثل شبهة
_________________
(١) ليس في منهج المقال إشارة لقول السيّد الداماد ، ولكن ذكره في منتهى المقال : ٣٦ [الطبعة المحقّقة ٢٧٣/١ برقم (١٦٣)] ـ بعد أن نقل كلام النجاشي والخلاصة وفهرست الشيخ ـ قال : أقول : لم أجد في عدّة نسخ من رجال الميرزا نقل التوثيق عن (ست) ، ولا ذكر (لم) ، والموجود فيهما كما ذكرناه ، ونقله عنهما أيضا في الحاوي والمجمع والنقد .. إلى أن قال : والفاضل (ع ب) [أي : الشيخ عبد النبي البحراني] والمحقّق (م د) [أي : الشيخ محمّد] فهما الخلاف ، ومنافاة كلام (جش) لمّا ذكره الشيخ ، بل المنافاة بين كلامي (جش) كما صرّح به الأخير ، وهما قوله : كان من أصحابنا ثقة ، ثمّ قوله : وما يتحقق بأمرنا ، وكأنّهما جعلا (ما) نافية ، فتأمّل جدّا.
وقال شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : ٣٠ بعد أن عنونه : روى عن محمّد بن جعفر بن عبد اللّه النحوي المؤدب ، وعن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن محمّد بن سعيد بن عقدة المتوفّى [سنة] ٣٣٢ كما في رجال النجاشي في أبان بن تغلب ، وعن أبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة تلميذ أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري العامّي المتوفّى [سنة] ٣١٠ كما في فهرست الطوسي في ترجمة الطبري ، وعن أبي الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني ، كما في رجال النجاشي في ترجمة عباد بن يعقوب الرواجني ، وعن أبي بكر محمّد بن أحمد بن إسحاق الحريري ، كما في فهرست الطوسي في ترجمة أبي الدنيا.
وروى عنه أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري ، وعبد السلام بن الحسين البصري من مشايخ النجاشي ، وابن عبدون أحمد بن عبد الواحد شيخ النجاشي والطوسي. وذكر بعض المعاصرين في قاموسه ٣٢٩/١ ـ واغرب جدا ـ : أحمد بن عبد اللّه بن خلف أبو بكر الدوري الورّاق عنونه الخطيب [تاريخ بغداد ٢٣٤/٤ برقم (١٩٥٢)] وقال بعد نقله روايته عن جمع ورواية جمع عنه : وكان رافضيا مشهورا بذلك. والأصل فيه وفي أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن جلين المتقدّم من (ست) و (جش) واحد. فكلمة (بن خلف) محرّف (بن جلين) أو بالعكس وكلمة (بن أحمد) قبله ، إمّا زيدت ثمة وإمّا سقطت هنا. هذا ما ذكره المعاصر المشار إليه .. ولا أدري ما أقول في المقام! فإنّ الشيخ والنجاشي ومن تبعهم من أعلام التحقيق وخبراء الفنّ اتّفقوا على المعنون هنا ولم يشيروا إلى ما ذكره المعاصر ، فكأنّه من المستحيل تعدّدهما وأنّ أحدهما أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن جلين والثاني أحمد بن عبد اللّه بن خلف أبو بكر الدوري الورّاق ، وعلى كلّ حال هو المسئول عمّا قاله.