بقي هنا أمران :
الأوّل : إنّ لفظة (ما) ، في قول النجاشي : وما يتحقّق بأمرنا .. موصولة ، وغرضه أنّه ذكر في كتابه طرق رواية ردّ الشمس ، وما من الأخبار به يتحقّق أمرنا معاشر الشيعة ، وهو الإمامة. فغرضه من العبارة أنّه مع اختلاطه بهم ، وروايته عنهم ، وروايتهم عنه ، كتب كتابا في أمر الإمامة ، وتحقيق حقيقته.
والظاهر أنّ صاحب الحاوي (١) زعم كون (ما) نافية ، فأثبت المنافاة بين كلام النجاشي والشيخ ، ورمى النجاشي بالاشتباه. قال ـ بعد نقل كلمات النجاشي والشيخ والعلاّمة ، ما لفظه ـ : قلت : الظاهر الحكم بعدالة الرجل ، وكونه من أصحابنا ، وقول النجاشي : (وما يتحقّق بأمرنا) ، ينافي قول الشيخ رحمه اللّه إنّه : (من أصحابنا ثقة). [وكذا قول العلاّمة ، بل قوله نفسه] ولعلّ اشتباه ذلك لكثرة اختلاطه بالعامّة ، وملاحظته منهم ، واللّه أعلم. انتهى.
وهو غريب ، فإنّي قبل الاطّلاع على كلام الحاوي أيضا ما احتملت كون (ما) نافية ، وما فهمت من العبارة إلاّ كونها مؤكّدة لقوله : في طرق من روى ردّ الشمس.
_________________
وتوضيح الاشتباه : ٣٣ برقم ١١٤ ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : ٧ من نسختنا ، ومعراج أهل الكمال : ١٧٨ برقم ٦٩ [المخطوط : ١٣ و ١٢٧ و ٣٠٦ من نسختنا] ، وإتقان المقال : ١٣ ، ومجمع الرجال ١٢٠/١ ، والوسيط المخطوط : ٢٤ من نسختنا ، ومنتهى المقال : ٣٦ [الطبعة المحقّقة ٢٧٣/١ برقم (١٦٣)] ، ومنهج المقال : ٣٧ ، وغير هؤلاء من أساتذة هذا العلم ، وأساطين الطائفة ، وثّقوا المترجم من دون غمز فيه فهو مسلّم الوثاقة.
(١) في حاوي الأقوال المخطوط : ٢٣ برقم ٦٨ من نسختنا بنصه [الطبعة المحقّقة ١٧٩/١ برقم (٦٩)].