و العامّة لم يفصّلوا، بل جعلوا حقّ الأوّل إلى الكعبين، و كذا الثاني، و هلمّ جرّا(١).
و على كلّ حال فمطلق التقدير لا بدّ منه، و إلاّ لزم تضرّر المتأخّر؛ لما رواه العامّة عن مالك عن الزهري و عروة(٢) أنّ عبد اللّه بن الزبير حدّثه أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج الحرّة التي يسقون بها، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و اله: «اسق يا زبير ثمّ أرسل الماء إلى جارك» فغضب الأنصاري فقال:
يا رسول اللّه أن كان ابن عمّتك، فتلوّن وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله ثمّ قال:
«يا زبير اسق ثمّ احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر» قال الزبير: فو اللّه إنّي لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك، و هي: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ الآية(٣)(٤).
قال أبو عبيد: الشراج جمع شرج، و الشرج: نهر صغير، و الحرّة أرض ملبسة بالحجارة السوداء، و الجدر: الجدار، يقال: جدر و جدار(٥).٦.
١- المغني ١٨٨:٦، الشرح الكبير ١٩٣:٦، الحاوي الكبير ٥١٠:٧، المهذّب - للشيرازي - ٤٣٥:١، الوجيز ٢٤٣:١، البيان ٤٣٤:٧، العزيز شرح الوجيز ٦: ٢٣٤، روضة الطالبين ٣٦٩:٤، النوادر و الزيادات ٢٥:١١-٢٦، عقد الجواهر الثمينة ٩٥٥:٣-٩٥٦، الذخيرة ١٦٠:٦-١٦١.
٢- قال ابن قدامة في المغني ١٨٨:٦ بعد ما أورد الرواية: متّفق عليه، و رواه مالك في موطّئه عن الزهري عن عروة عن عبد اللّه بن الزبير. انتهى، و بعد الفحص الكثير لم نعثر عليه في الموطّأ.
٣- سورة النساء: ٦٥.
٤- مسند أحمد ٥٦٩:٤-١٥٦٨٤/٥٧٠، صحيح البخاري ١٤٦:٣ و ٢٤٥، صحيح مسلم ١٨٢٩:٤-٢٣٥٧/١٨٣٠، سنن ابن ماجة ١٥/٧:١، و ٢٤٨٠/٨٢٩:٢، سنن أبي داود ٣١٥:٣-٣٦٣٧/٣١٦، سنن الترمذي ١٣٦٣/٦٤٤:٣، و ٢٣٨:٥ - ٣٠٢٧/٢٣٩، سنن النسائي (المجتبى) ٢٤٥:٨، السنن الكبرى - للبيهقي - ٦: ١٥٣، و ١٠٦:١٠.
٥- نقله عنه في البيان ٤٣٤:٧، و المغني ١٨٨:٦-١٨٩، و الشرح الكبير ١٩٤:٦.