أكثر منها.
مسألة ١٠٨٢: لو اجتمعت جناية المغصوب و الجناية عليه في يد الغاصب
- كما إذا قتل العبد المغصوب إنسانا ثمّ قتله في يد الغاصب عبد إنسان - فللمغصوب منه أن يقتصّ، و يسقط به الضمان عن الغاصب، و يبطل حقّ ورثة من قتله المغصوب؛ لأنّ العبد الجاني إذا هلك و لم يحصل له عوض يضيع حقّ المجنيّ [عليه](١).
نعم، لو كان المغصوب قد نقص عند الغاصب بعروض عيب بعد ما جنى، فلا يبرأ الغاصب عن أرش ذلك النقصان، و لوليّ من قتله التمسّك به.
و إن عرض العييب قبل جنايته فأدّاه، اقتصّ المغصوب منه بالأرش؛ لأنّ الجزء المقابل للأرش كان مفقودا عند الجناية.
و لو لم يقتص المغصوب منه، بل عفا على المال، أو كانت الجناية موجبة للمال، فحكم تغريمه و أخذ المال على ما مرّ من الجناية عليه من غير جناية منه.
ثمّ إذا أخذ المال كان لورثة من جنى عليه عبده التعلّق به؛ لأنّه بدل الجاني على مورّثهم، فإذا أخذوه رجع به المغصوب منه على الغاصب مرّة أخرى؛ لأنّه أخذ منه بسبب جناية مضمونة عليه، و يسلم له المأخوذ ثانيا على ما مرّ نظيره.
النظر السادس: في باقي مسائل النقصان.
مسألة ١٠٨٣: لو غصب عبدا فسمن سمنا نقصت به قيمته،
أو كان شابّا
١- ما بين المعقوفين يقتضيه السياق.
فصار شيخا، أو كانت الجارية ناهدا فسقط ثديها، وجب أرش النقصان، و لا نعلم فيه خلافا.
و لو كان العبد أمرد فنبتت لحيته فنقصت قيمته، وجب ضمان نقصه - و به قال الشافعي و أحمد(١) - لأنّه نقص في القيمة بتغيّر صفته فضمنه، كبقيّة صور النقصان.
و قال أبو حنيفة: لا يجب ضمانه؛ لأنّ الفائت لا يقصد قصدا صحيحا، فأشبه الصناعة المحرّمة(٢).
و نمنع عدم القصد الصحيح؛ لإمكان تعلّق الغرض بالتمرين على الخدمة و الخلق الجيّد و الجمال.
مسألة ١٠٨٤: لو غصب عينا فتعيّبت عيبا غير مستقرّ
و نقصت نقصا له سراية و لا يزال يزداد إلى الهلاك، كما لو بلّ الحنطة و تمكّن فيها العفن الساري و خيف فساده أو عفن و خشي تلفه، أو اتّخذ من الحنطة المغصوبة هريسة، أو غصب تمرا وسوّس(٣) في يده، أو غصب تمرا و سمنا و دقيقا و اتّخذ منه عصيدة(٤) ، قال الشيخ رحمه اللّه: يضمن الغاصب المثل إن كان مثليّا،
١- بحر المذهب ١٠٠:٩، حلية العلماء ٢٥٥:٥، البيان ٢٨:٧، العزيز شرح الوجيز ٤٨١:٥، روضة الطالبين ١٥٣:٤، المغني ٣٩١:٥، الشرح الكبير ٥: ٣٩٩.
٢- بدائع الصنائع ١٥٦:٧، المبسوط - للسرخسي - ٩٠:١١، بحر المذهب ٩: ١٠٠، حلية العلماء ٢٥٥:٥، العزيز شرح الوجيز ٤٨١:٥، المغني ٣٩١:٥، الشرح الكبير ٣٩٩:٥.
٣- السوس: العثة التي تقع في الصوف و الثياب و الطعام. لسان العرب ١٠٧:٦ «سوس».
٤- عصيدة: دقيق يلتّ بالسمن و يطبخ. النهاية - لابن الأثير - ٢٤٦:٣ «عصد».