على أنّ وقفه غير محقّق ، بل إن كان فالشكّ والتوقّف كما سمعته من الكشّي على أنّه يقول بكون الكاظم عليه السلام حجّة اللّه تعالى ، فلا يعقل منه الكذب عليه في الأحكام الفرعية ، واللّه العالم (١).
__________________
(١) بقي علينا ذكر ما رواه الكشّي رحمه اللّه في رجاله ، فقد روى ثلاث روايات ذكر إحدى الروايات المؤلّف قدّس سرّه والرواية الثانية في صفحة : ٤٧٢ برقم ٨٩٨ قال : وبهذا الإسناد ، قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن أسيد ، قال : لمّا كان من أمر أبي الحسن عليه السلام ما كان ، قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال فنأتي أحمد ابنه ، قال : فاختلفا إليه زمانا ، فلمّا خرج أبو السرايا ، خرج أحمد بن أبي الحسن عليه السلام معه ، فأتينا إبراهيم وإسماعيل فقلنا لهما : إنّ هذا الرجل خرج مع أبي السرايا فما تقولان؟ قال : فأنكرا ذلك من فعله ورجعا عنه ، وقالا أبو الحسن حيّ نثبت على الوقف ، قال أبو الحسن : وأحسب هذا ـ يعني إسماعيل ـ مات على شكّه.
وفي الرواية الثالثة : ٤٧٢ ـ ٤٧٤ حديث ٨٩٩ بسنده : .. قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا صفوان ، عن أبي الحسن عليه السلام قال صفوان : أدخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمّال ، فسلّما عليه ، فأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الأمر ، وسألا عن أبي الحسن؟ فخبّرهما بأنّه قد توفّي ، قالا : فأوصى؟ قال : نعم ، قالا : إليك؟ قال : نعم ، قالا : وصيّة مفردة؟ قال : نعم ، قالا : فإنّ الناس قد اختلفوا علينا ، فنحن ندين اللّه بطاعة أبي الحسن ـ إن كان حيّا ـ فإنّه إمامنا ، وإن كان مات فوصيّه الّذي أوصى إليه إمامنا ، فما حال من كان هكذا ، مؤمن هو؟ قال : قد جاءكم أنّه من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة ، قالا : وهو كافر؟ قال : فلم يكفره؟ ، قالا : فما حاله؟ قال : أتريدون أن أضلّكم؟ قالا : فبأيّ شيء تستدلّ على أهل الأرض؟ قال : كان جعفر عليه السلام يقول : تأتي إلى المدينة فتقول : إلى من أوصى فلان؟ فيقولون : إلى فلان ، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، حيثما دار دار الأمر ، قالا : والسلاح من يعرفه؟ ثمّ قالا : جعلنا اللّه فداك ، فأخبرنا بشيء نستدل به؟ فقد كان الرجل يأتي أبا الحسن عليه السلام يريد أن يسأله عن شيء فيبتدئ به ، ويأتي أبا عبد اللّه عليه السلام فيبتدئ قبل أن يسأله ، قال : فهكذا كنتم تطلبون من جعفر عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ، قال له إبراهيم : جعفر لم ندركه وقد مات ، والشيعة مجمعون عليه وعلى أبي الحسن عليه السلام ، وهم اليوم مختلفون ، قال : ما كانوا مجتمعين عليه كيف يكونون