الثاني : طائفة من الأخبار الواردة من طرق الخصوم الناطقة بفسق جمع من الصحابة وارتدادهم بعده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
مثل ما عن الجمع بين الصحيحين للحميدي (١) من مسند سهل بن سعد في الحديث الثامن والعشرين ، و [كذا] المتّفق عليه ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : «أنا فرطكم على الحوض ، من ورد شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، وليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني .. ثمّ يحال بيني وبينهم» (٢).
قال أبو حازم : فسمع النعمان بن أبي العباس (٣) ـ وأنا أحدّثهم هذا الحديث ـ فقال : هكذا سمعت سهلا يقول!؟ قلت : نعم ، قال : أشهد (٤) على أبي سعيد
__________________
(١) الجمع بين الصحيحين للحميدي ١/٥٥٦ برقم ٩٢٣ طبع أخيرا.
(٢) إلى هنا جاء بألفاظ متقاربة ومؤدى واحد في أكثر من مصدر ، بل هو مسلّم عندهم مستفيض بينهم.
انظر من كتب حديث العامة ؛ صحيح البخاري ٥/٢٤٠٦ حديث ٦٢١٢ ، و ٦/٢٥٨٧ حديث ٦٦٤٣ ، ثمّ ذكر ما زاده أبو سعيد الخدري عليه ، وصحيح مسلم ٤/١٧٩٣ حديث ٢٢٩٠ وفيه ذيل ، ومسند أحمد بن حنبل ٥/٣٣٣ و ٣٣٩ ، والمعجم الكبير ٦/١٤٣ و ١٥٦ و ١٧١ ، ومجمع الزوائد ١٠/٣٦٣ ، وفتح الباري ١١/٣٨٥ ، والتمهيد لابن عبد البر ٣/٣٠١ و ٣٠٨ ، و ٢٠/٣٥٧ ، وفيه لفظ : «يعرفونني» ، وشرح سنن ابن ماجه ١/٢١٩ .. وغيرها كثير.
(٣) في الجمع بين الصحيحين : ابن أبي عيّاش ، وكذا في صحيح البخاري : ثم قال : هكذا سمعت من سهل؟ فقلت : نعم ..
(٤) في المصدر : وأنا أشهد ..