جعلهم شهداء على
النّاس ليشهد محمّد صلىاللهعليهوآله علينا
ولنشهد على شيعتنا ولتشهد شيعتنا على الناس»الخبر
.
ودلالاته أيضاً متّضحة بأدنى تأمّل ،
لاسيّما على بعض ما نحن فيه ، وكذا على لزوم استمرار ورود الأوامر والأحكام كلّها
من اللّه وتفسيرها لحجّته النبيّ أو الوصيّ .
وعلى أنّ ذلك كان كذلك من زمان آدم عليهمالسلام وأوصيائه جميعاً
ويكون مستمرّاً ما دام التكليف ، ولا يكون زمان خالياً عن الحُجَّة إلاّ أن لا
يكون تكليف .
وعلى أنّ الوصيّ ـ الذي لا يكون نبيّاً ـ
لابدّ أن يكون محدّثاً يحدّثه الملك وإن لم يره ، وأنّ الرؤية مختصّة بالنبيّ .
وعلى أنّ حكم اللّه الوارد منه لا يكون
إلاّ واحداً ، وإنّما الاختلاف بحسب الحكم بالآراء المحتملة للخطأ ، وأنّ من احتمل
الخطأ في حكمه لم يكن إماماً وحجّةً من اللّه .
وعلى كون علم القرآن عند الأوصياء ،
وكونهم مأمورين بكتمان حالهم عن مخالفيهم إلى أن يؤمروا بالإظهار ، كما أنّ النبيّ
أيضاً كان كذلك .
وبالجملة
: هو صريح في أنّ العلم من اللّه هو
الفارق بينالحقّ
والباطل ، فتأمّل .
وسيأتي تفصيل أكثر ما أشرنا إليه كلّ في
محلّه ، لا سيّما في فصل الوصيّة ، وبحث بطلان الاختلاف وعجز الناس عن فهم جميع
الأحكام من
__________________