رأسه وسادة محشوّة
ليفاً ، فسلّمت عليه ، ثمّ جلست ، فقلت : يارسول اللّه ، أنت نبيُّ اللّه وصفوته
وخيرته من خلقه ، وكسرى وقيصر على سرير الذهب وفرش الديباج والحرير ، فقال :
«اُولئك قوم عجّلت طيّباتهم ، وهي وشيكةالانقطاع
، وإنّا اُخّرت لنا طيّباتنا».
وفيه : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله دعاه
رجل إلى طعام فلمّا دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فوقعت البيضة
على وتدٍ في حائط ، فثبتت عليه ولم تسقط ، ولم تنكسر ، فتعجّب النبيّ صلىاللهعليهوآله منها،
فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة ؟ فوالذي بعثك بالحقّ ، ما رزئت شيئاً قطّ ،
فنهض النبيّ صلىاللهعليهوآله ولم
يأكل من طعامه شيئاً وقال : «من لم يرزأ فما للّه فيه من حاجة».
وفي صحيحي البخاري ومسلم ، وصحيحي
الترمذي وابن ماجة : عن أبي موسى ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله
قال : «إنّ اللّه تعالى ليُملي للظالم
حتّى إذا أخذه لم يُفلته».
وفي بعض خطب عليّ عليهالسلام : «أيّها الناس ، إنّ
اللّه تعالى لم يقصم جبّاري دهر إلاّ من بعد تمهيل ورخاء ، ولم يجبر كسر عظم من
الاُمم إلاّ بعد أزل وبلاء».
«فقد أمهل شداد بن عاد ، وثمود بن غبود
، وبلعم بن باعوراء ،
__________________