للشيطان عنك ، وعون
لك على اُمور دينك» .
قلت : زدني ، قال : «قل الحقّ وإن كان
مرّاً» .
قلت : زدني ، قال : «لا تخف في اللّه
لومة لائم».
وفي وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآله لعبد
اللّه بن مسعود : «يا بن مسعود ، إنّ الدنيا دار غرور ، ودار من لا دار له ، ولها
يجمع من لا عقل له ، إنّ أحمق الناس من طلب الدنيا .
يا بن مسعود ، من اشتاق إلى الجنّة سارع
فيالخيرات ، ومن خاف النار ترك الشهوات ، ومن ترقّب الموت انتهىعن اللذّات ، ومن زهد في الدنيا قصر
أمله ، وتركها لأهلها ، قال اللّه تعالى : (
مَنْ
كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ
أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ).
أقول
: تأمّل في دلالة قوله تعالى : ( وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) على أنّ الصلاح والتعبّد بدون تحقيق
الحقّ عبث ، فافهم .
«يا بن مسعود ، من تعلّم العلم يريد به
الدنيا ، وآثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب سخط اللّه عليه ، وكان في الدرك
الأسفل من النار مع اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم .
يا بن مسعود ، من تعلّم العلم ولم يعمل
بما فيه حشره اللّه يوم القيامة أعمى ، ومن تعلّم العلم رياءً وسمعةً يريد به
الدنيا نزع اللّه عنه بركته ،
__________________