وقال أمير المؤمنين الله : « علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به ، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها، ولا تقيسوا الدين، فان من الدين ما لا يقاس، وسيأتي أقوام يقيسون فهم اعداء الدين ، وأول من قاس ابليس ، اياكم والجدال فانه يورث الشك ، ومن تخلف عنا هلك (۱) وعن أمير المؤمنين الله قال : قال رسول الله ﷺ : قال الله عز وجل ما آمن بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني (٢) ) .
وعن أبي عبد الله الا انه قال لابي حنيفة في احتجاجه عليه في ابطال القياس : أيما أعظم عند الله القتل أو الزنا ؟ قال : بل القتل ، فقال : فكيف رضي في القتل بشاهدين ، ولم يرض في الزنا الا بأربعة ؟ . ثم قال له : الصلاة أفضل أم الصيام ؟ قال بل الصلاة أفضل قال : فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام ، وقد أوجب الله عليها قضاء الصوم دون الصلاة ! ثم قال له : البول أقذر أم المني ؟ فقال : البول أقذر ، فقال يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني ، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول ! ! الحديث (۳) .
وروي : انه توضأ رجل فمسح على خفيه فدخل المسجد يصلي فجاء علي البلا فوطا على رقبته وقال : ويلك تصلي على غير وضوء ؟! فقال أمرني به عمر بن الخطاب فأخذ به فانتهی به الیه فقال : انظر ما يروي هذا عليك ورفع صوته ، فقال : نعم أنا أمرته ، ان رسول الله ﷺ مسح على خفيه ، فقال قبل المائدة أو بعدها ؟ قال : لا ادري قال : فلم تفت وأنت لا تدري ؟ سبق الكتاب الخفين (٤) .
وفي رسالة المحكم والمتشابه (٥) كلام طويل في هذ المقام .
(۱) و ۲ و ۳ و ٤ و ٥) الوسائل الباب ٦ من ابواب صفات القاضي الحديث ۲۰ ۲۲۹