والمنافع ، واجتباب الشر والمضار . وثالثها التعقل بمعنى العلم ، ولذا يقابل بالجهل لا بالجنون، واكثر الاحاديث تحمل على المعنيين الاخيرين. واما القوة التي يستعملها الناس في نظام امور معاشهم ، فان وافقت قانون الشرع ، واستعملت فيما استحسنه الشارع ، تسمى بعقل المعاش وهو ممدوح في الاخبار، واذا استعملت في الأمور الباطلة ، والحيل الفاسدة ، تسمى بالنكراء ، والشيطنة في لسان الشرع. سئل ابو عبد الله الله : ما العقل ؟ قال : «ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ، قيل : ما الذي كان في معاوية ؟ قال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة ، بالعقل وليست بالعقل » (١) .
في ذم الشره
ويجب غلبة العقل على الشهوة ويحرم العكس. فكم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا . ويا رب اكلة هاضت الاكل ، ومنعته مآكل :
كم أكله خامرت حشا شره فاخرجت روحه من الجسد
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «كم من اكلة منعت اكلات (۲) قال عبد الله ابن سنان للصادق الا : الملائكة أفضل ام بنو آدم ؟ فقال : قال امير المؤمنين اللا: ان الله تعالى ركب في الملائكه عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما فمن غلب عقلة شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقلة فهو شر من البهائم » (٣) .
في الاعتصام بالله
ويجب الاعتصام بالله عز وجل قال الصادق : ايما عبد اقبل قبل ما يحب
(۱) الوسائل الباب ٨ من ابواب جهاد النفس الحديث ٣ .
(۲) و (۳) الوسائل الباب ٩ من ابواب جهاد النفس الحديث ٥ و ٢ .