طويل قال : ثم من قد علمتم في فضله و زهده سلمان و ابوذر رحمهما الله فاما سلمان فكان اذا اخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتى يحضر عطاؤه من قابل ، فقيل له : يا ابا عبد الله انت في زهدك تصنع هذا وانت لا تدري لعلك تموت اليوم اوغدا، فكان جوابه ان قال : مالكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء ، اما علمتم يا جهلة ان النفس قد تلتاث على صاحبها اذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فاذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت » (١) .
ويستحب مواساة الناس عند شدة ضرورتهم بان يبيع قوت السنة ثم يشتري كل يوم ويخلط الحنطة بالشعير ، فعن معتب قال : قال : ابو عبد الله الا « وقد يزيد السعر بالمدينة : كم عندنا من طعام ) قال : قلت : عندنا ما يكفينا اشهر اكثيرة قال : اخرجه وبعه قال : قلت : وليس بالمدينة طعام قال : بعه فلما بعته قال : اشتر مع الناس يوماً بيوم ، وقال : يا معتب اجعل قوت عيالي نصفاً شعيرا ، ونصفاً حنطة ، فان الله يعلم اني واجد ان اطعمهم الحنطة على وجهها ، ولكنني احببت ان يراني الله قد احسنت تقدير المعيشة » (٢) .
ويستحب شراء الحنطة ويكره اختيار شراء الدقيق، ويتاكد كراهة شراء الخبز مع امكان شراء الحنطة ، فعن ابي الحسن الله قال : ( من اشترى الحنطة زاد ماله، ومن اشترى الدقيق ذهب نصف ماله ، ومن اشترى الخبز ذهب ماله » (۳) وقال ابو عبد الله اللا للكنانه : « يا ابا الصباح شراء الدقيق ذل ، وشراء الحنطة عز ، وشراء الخبز فقر ، فنعوذ بالله من الفقر ) (٤) ، وعنه الله قال : « من مر العيش : النقلة من دار الى دار ، واكل خبز الشراء » (٥) .
(۱) الوسائل الباب ۳۱ من ابواب آداب التجارة الحديث ٤ .
(۲) الوسائل الباب ۳۲ من ابواب آداب التجارة الحديث ٢ .
(۳) و ٤) وه) الوسائل الباب ٣٣ من ابواب آداب التجارة الحديث ٥ و ٢ و ٣ .