ثم قال : هل سررتك ؟ قال نعم ، قال : فامر له بعشرة الاف درهم اخرى فقال له : هل سررتك فقال له : نعم جعلت فداك ، فامر له بمركب ، ثم امر له بجارية وغلام وتخت ثياب في كل ذلك يقول: هل سررتك؟ فكل ما قال: نعم زاده حتى فرغ قال له : احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعت الي كتاب مولاي فيه ، وارفع الي جميع حوائجك قال : ففعل وخرج الرجل فصار الى ابي عبد الله الا بعد ذلك فحدثه بالحديث على وجهته ، فجعل يستبشر بما فعل فقال له الرجل : يابن رسول الله كان قد سرك ما فعل بي ؟ قال : اي والله لقد سر الله ورسوله (۱).
ويجب رد المظالم الى اهلها ان عرفهم ولا يتصدق بها روى الشيخ الكليني سنداً عن علي بن ابي حمزة قال : كان لي صديق من كتاب بني امية فقال لي: استاذن لي على ابي عبد الله الله فاستاذنت له عليه فاذن له ، فلما ان دخل سلم وجلس ، ثم قال : جعلت فداك اني كنت في ديوان هؤلاء القوم فاصبت من دنياهم ما لا كثيرا، واغمضت في مطالبه فقال : ابو عبد الله الله : لولا ان بني امية وجدوا لهم من يكتب ويجبي لهم الفيء ، ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم ، لما سلبونا حقنا ، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا الا وقع في أيديهم ، قال : فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي مخرج منه ؟ قال : ان قلت لك تفعل ؟ قال : افعل ، قال له: فاخرج من جميع ما كسبت ] اكتسبت في ديوانهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدقت به ، وانا اضمن لك على الله عز وجل الجنة فاطرق الفتى طويلا ثم قال له : لقد فعلت جعلت فداك، قال ابن أبي حمزة ، فرجع الفتى معنا الى الكوفه فما ترك شيئا على وجه الارض الاخرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه ، قال : فقسمت له قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا اليه بنفقة ، قال : فما اتي عليه الا أشهر قلائل حتى مرض فكنا نعوده قال : فدخلت يوما وهو في حالة السوق (اي في النزع) قال:
(١) الوسائل الباب ٤٦ من ابواب ما يكتسب به الحديث ١٣.