علماء المذهب ، وأعطوهما الأهمّية والرعاية الكاملة.
ثانياً : إقدام بعض ملوك الدولة الصفوية على المشاركة الفعلية ، والحضور الشخصي في حلقات الدرس الديني ، والمطالعة في الكتب الحديثية من أجل تقوية الارتباط بين الأمّة والعلماء ، ساهم بدوره في نشر العلوم الإسلامية عامّة ، وعلم الحديث خاصّة في عصرهم.
ومن أمثلة ذلك حضور الشاه عبّاس الصفوي في حلقة درس الشيخ البهائي ، ومشاركته للطلاّب في المناقشة وإبداء الرأي في بعض المباحث الفقهية.
ولهذا يقول المجلسي الأوّل المولى محمّد تقي في ثنايا كتابه الحديثي الموسوم بـ : لوامع صاحبقراني والذي كتبه بالفارسية كشرح لكتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق (ت ٣٨٠ هـ) ، وأهداه للشاه عبّاس الصفوي الشهير بصاحب قران ، فحمل الكتاب اسمه ، ما ترجمته : «الحمد لله ربّ العالمين ، إذ نجد الملك المعظّم قدوة أولاد سيّد المرسلين ، يقضي معظم أوقاته الشريفة وبصحبته الأمراء الأجلاّء في المطالعة والمباحثة للأحاديث ؛ ونأمل وعلى ضوء الحديث الشريف .. (الناسُ على دين ملوكهم) أن يعمّ الأمر جميع البلاد الإيرانية ، وأن يكون أولاده من العلماء»(١).
ولهذا نجد الكثير من مدوّنات كتب الحديث ، والتي دوّنها كبار العلماء في العصر الصفوي قد تمّ إهداؤها لملوك عصرهم ، مشفوعة بعبارات الثناء والتبجيل
__________________
(١) لوامع صاحبقراني ٨ / ٣٨ بالفارسية.