والعرفان.
ثالثاً : وجود عوامل الإثارة المذهبية بين السنّة والشيعة في أوائل ظهور الدولة الصفوية ، والتي كان محورها النزاع العقائدي حول الإمامة ، حفَّز علماء الشيعة على مراجعة الموسوعات الحديثية ، وتدوين ما يعرف بكتب الأربعين في مناقب الأئمّة عليهمالسلام ، والتي رويت في كتب الشيعة والسنّة.
رابعاً : الانتشار الواسع للتصوّف في ذلك العصر ، والذي كان يتّسم بالمسامحة والتساهل في الأمور الدينية والعقائدية ، ممّا يعني تضيق دائرة التشيّع المذهبي ، بالإضافة إلى الأرضية السنّية التي يستند إليها التصوّف ، دعا الصفويّين إلى التوجّه للعلماء ، والاستعانة بهم ؛ لنشر الحديث والتعاليم الدينية ؛ للتضييق على الصوفية والمتصوّفة ؛ وقد نجحت هذه الطريقة في إنهاء الصوفية والتصوّف في آخر الدولة الصفوية(١).
من أبرز علماء مدرسة الحديث في حوزة إصفهان :
لقد تمّ نشر الحديث ، وتدوينه وشرحه ، وتدريسه في حوزة إصفهان العلمية في عصر الدولة الصفوية ، بواسطة مجموعة من العلماء والمحدّثين الكبار ، وتبلورت بواسطتهم مدرسة في علم الحديث وعلومه ؛ لها معالمها وسماتها الخاصّة ؛ بالإضافة إلى تدوين العلوم الأخرى المساعدة والمتناسقة مع علم الحديث ؛ كعلم الرجال ، وعلم الدراية ، والتراجم ، والسير ، والإجازات.
__________________
(١) انظر : تاريخ حديث شيعه در سده هاى هشتم تا يازدهم هجرى.