أعلن المذهب الرسمي لإيران المذهب الشيعي الاثنا عشري ، فحلّ المذهب الشيعي محلّ المذاهب الأخرى.
وأصبحت بذلك إصفهان من المراكز المهمّة للتشيّع(١). كما مرّ الحديث عن ذلك سابقاً.
إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ نشاط علماء الشيعة العلمي في مجال الحديث وتدوينه وعلومه قد بدأ في إصفهان مع الدولة الصفوية في بدايات القرن العاشر الهجري ؛ بل إنّ نشاط المحدّثين الشيعة في إصفهان قد بدأ منذ عصر الأئمّة عليهمالسلام من خلال بعض أصحاب الأئمّة ؛ واستمرّت إلى ظهور الدولة الصفوية ؛ وبلغت أوج نشاطها في عصر الدولة الصفوية في القرنين العاشر والحادي عشر واستمرّت إلى ما بعد الدولة الصفوية.
وقد ذكرنا سابقاً أسماء بعض الصحابة ، وبعض أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ممّن كان لهم إسهام في نشر الحديث ، ونشر التشيّع في إصفهان.
نعم ؛ لقد ساهمت مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية على نشر الحديث وتدوينه في عصر الدولة الصفوية ومن هذه العوامل :
أوّلاً : ظهور الدولة الصفوية المبتنية على أسس دينية ومذهبية ؛ تستدعي أن يكون البحث عن مستندات دينية ، وعلماء دين من الأولويّات اللازمة لترسيخ حكومتهم ، ولهذا اتّجه ملوك هذه الدولة إلى النصّ الديني (الحديث) ، وإلى
__________________
(١) انظر : تاريخ إصفهان : ٣٨ ، وإصفهان : ٩٨ ، واقتصاد شهر إصفهان : ٢٠١.