في وقته من الإصبهانيّين أوثق منه ، وأكثر حديثاً ، صنّف المسند(١).
وقد أقام الطبراني بإصبهان في ستّين سنة يحدّث بها ، وتوفّي بها سنة (٣٦٠ هـ)(٢) ، وكذا الحافظ أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني ، قدم إصبهان فقال : «حدّثت من حفظي بإصبهان ستّة وثلاثين ألفاً .. وتوفّي سنة (٣١٦ هـ)»(٣).
وكذا أبو داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود ، قدم أصبهان ، وحدّث بها .. وهو صاحب المسند(٤) ، وغيرهم الكثير ؛ ممّا يدلّ على اهتمام الإصفهانيّين بالحديث(٥).
* إسهامات علماء الشيعة في تدوين الحديث ونشره في إصفهان :
لقد كانت الصبغة المذهبية السائدة في إصفهان لأهل السنّة والجماعة ، ويغلب عليها المذهب الشافعي والحنفي ، وقد كان بينهما خلاف مذهبي ، ولم يسجّل للحنابلة أو الحنفية حضور يذكر في هذه المدينة ، وكان هنالك حضور قليل للشيعة الاثني عشرية ، والشيعة الزيدية ، وخاصّة في عصر الدولة البويهية الذين ادّعوا مذهب التشيّع .. والذين حكموا باسم الخلفاء العبّاسيّين .. إلاّ أنّ سيطرة أهل السنّة على أصبهان كانت هي الغالبة منذ فتحها وإلى بداية القرن العاشر الهجري ، وبظهور الدولة الصفوية سنة (٩٠٨ هـ) بقيادة الشاه إسماعيل ،
__________________
(١) المرجع نفسه ، برقم ٢٥٣ ، وأخبار إصبهان ١ / ٨٥.
(٢) أخبار أصبهان ١ / ٣٣٥ ، وتذكرة الحفّاظ ٣ / ٩١٥.
(٣) تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩١٥.
(٤) أخبار أصبهان ١ / ٣٣٢.
(٥) انظر : كتاب طبقات المحدّثين في أصبهان ١ / ٤٤ ـ ٤٥ ، المقدّمة التحقيقية للكتاب.