[الاستدلال بالآيات]
فمن الأولى قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)(١) وقوله تعالى : (لاَ خَيْرَ فِي كَثِير مِن نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَة [أَوْ مَعْرُوف] أَوْ إِصْلاَح بَيْنَ النَّاسِ)(٢) وقوله تعالى : (إِنْ يُرِيْدَا إِصْلاَحَاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمْا)(٣) وقوله تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا [فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا] بِالْعَدْلِ)(٤) وغيرها من الآيات.
وأنت خبير بأنّ مفاد هذه الآيات برأسها الإصلاح بين الناس ورفع الفساد والنزاع من بينهم ، فهو مع الصلح المعنون في كلام الفقهاء من باب العموم المطلق من وجهين متغايرين :
أحدهما : أنّ مفاد الآيات أعمّ من مورد الانتقال وعدمه ، بل لا مساس له بعنوان الانتقال ، بل هو مجرّد تصالح ورفع تنازع ولو بمحض تسليم أحد الطرفين وانقياده لآخر وهذا بخلاف المعنون في كلماتهم لاختصاصه بمورد الانتقال والإبراء.
وثانيهما : أنّ مفادها خاصّ بمورد سبق التنازع بل المنازعة المتحقّقة ، والمعنون في كلامهم أعمّ من سبقه وعدمه ولو بالمنازعة المتوقّعة.
__________________
(١) سورة الحجرات : ١٠.
(٢) سورة النساء : ١١٤.
(٣) سورة النساء : ٣٥.
(٤) سورة الحجرات : ٩.