وقد فات أولئك المؤرّخين ذكر الكثير من علماء عصرهم .. لم ترد أسماؤهم في هذه الموسوعات لأسباب كثيرة ، وكذلك من جاء إلى إصفهان من المحدّثين بعد النصف الثاني من القرن الخامس.
ولهذا يقول ياقوت (ت ٦٢٦ هـ) في معجمه : «خرج من إصبهان من العلماء والأئمّة في كلّ فنّ ما لم يخرج من مدينة من المدن ، وعلى الخصوص علو الإسناد ، فإنّ أعمار أهلها تطول ، ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث ، وبها من الحفّاظ خَلق لا يُحصَونَ .. ومَن نُسِبَ إلى إصبهان من العلماء لا يحصون»(١).
وقال السخاوي : «... وإصبهان تضاهي بغداد في العلوّ والكثرة»(٢).
ولم يقتصر هذا النشاط الحديثي في إصفهان على مذهب دون آخر ، وإنّما اشترك علماء المذاهب الإسلامية ـ كلّ بحسبه ـ في هذا النشاط فكانت لهم إسهاماتهم في تدوين المسانيد والكتب الروائية.
فمن مشاهير المحدّثين الحفّاظ الذين قدموا إلى إصبهان واستوطنوها : أبو مسعود الرازي الذي أقام بإصبهان (٤٥) سنة .. وقد صنّف المسند والكتب(٣).
وأحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر المديني (ت ٢٧٢ هـ) ، ولم يحدّث
__________________
(١) معجم البلدان ١ / ٢٠٩ ـ ٢١٠.
(٢) الإعلان بالتوبيخ لمن ذمَّ أهل التاريخ : ٢٨٥.
(٣) انظر : ترجمته عند أبي الشيخ في طبقات المحدّثين بإصبهان ، برقم ١٦٨ ، وأخبار إصبهان ١ / ٨٢.