الأصولية.
هذا على المستوى العامّ لحركة علم الأصول وتطوّره ، أمّا على المستوى الخاصّ وهو مدى إسهام الشيخ صاحب الجواهر في تدعيم هذه الحركة فإنّنا في الواقع لانعرف عنه الكثير ، ومن أسف أن يضيع كتابه في الأصول الذي تقدّم الحديث عنه ، والذي يظهر أنّه المقصود للشيخ في إحالاته الأصولية في مواضع متعدّدة من موسوعته جواهر الكلام(١).
وربّما يكون الإسهام الكبير الذي تحقّق على يد الشيخ الأنصاري قد أسدل الستار على إسهام الشيخ صاحب الجواهر وإنجازاته في هذا الحقل ، وربّما لا يكون له إسهام بارز وفريد وبخاصّة أنّه عُرف فقيهاً أكثر منه أصوليّاً ، إذ أنّه وُفّق في الفقه إلى ما لم يُوفّق إليه غيره من الفقهاء وأُتيح له ما لم يُتَح لغيره منه ، وربّما يكون الإسهام الأصولي على حساب الفقه والعكس صحيح أيضاً ، ولا نعدم الأمثلة ، فثمّة عدد من الفقهاء برعوا في الأصول بما لم يبرعوا فيه في الفقه ، وعدد منهم برع في الفقه بما لم يبرع فيه في الأصول(٢).
__________________
(١) جاء في جواهر الكلام ١ / ٥٩٢ حكم الماء المضاف : ولصاحب الذخيرة مناقشة واهية في المقام متضمّنة لعدم جريان الاستصحاب ذكرناها في الأصول وأجبنا عنها ، وفي ٦٠٤ من نفس الجزء في كراهة الطهارة بالماء المسخّن بالشمس : والبحث في المراد بالكراهة في المقام مذكور في الأصول وقد أشبعنا البحث فيه في رسالة لنا في اقتضاء النهي الفساد ، وفي ٧ / ١٥ في معنى الصلاة شرعاً : ... وقد فرغنا من ذلك في الأصول ، ونحوه ١١ / ٥٢٤ ، حيث جاء : ... قد ذكرنا في الأصول أنّ التحقيق عدم اقتضائه ـ النهي ـ الفساد عقلاً بل ولا عرفاً ، وغير ذلك كثير.
(٢) محمّد الحسيني ، فقهاء ومناهج : ٢٩.