الأصول.
ومع انتصار الحركة الأصولية وتأصيل المرتكزات الفكرية لهذه الحركة العلمية أخذت تتعمّق المباحث الأصولية وتتّسع شيئاً فشيئاً كلّما بزغ نجم فقيه وطلع نجم فقيه آخر.
وقد تمّ تحديد عدد من المقولات الأصولية على يد الوحيد البهبهباني وتلامذة مدرسته ، ومن ذلك تحديد مفهوم الأصل العملي وتمييزه عن الأدلّة الشرعية على الحكم ، والتمييز بين الأصول العملية المسمّاة بالأدلّة الفقاهتية وبين الأمارات المسمّاة بالأدلّة الاجتهادية.
وبشكل عامّ يدين علم أصول الفقه في مرحلته الأخيرة وما رافقها من تطوّر كبير إلى هذه الحقبة المهمّة من تاريخ علم الأصول التي تمّ فيها التأسيس لعدد من المفاهيم والمقولات الأصولية على خلفية الصراع بين الحركتين الأصولية والأخبارية ، وهذا ما يفسّر ظهور عدد من أهمّ الكتب والمصنّفات الأصولية يومذاك والمستمرّ إلى يومنا الحاضر كما في كتاب القوانين والفصول والمحصول وهداية المسترشدين.
ثمّ تطوّر علم أصول الفقه بامتداد هذه الحقبة نفسها على يد الشيخ الأنصاري خليفة صاحب الجواهر والذي حاول تأصيل عدد من المقولات الأصولية ومفاهيم علم الأصول والدفع به إلى الإمام ، سواء عن طريق تأصيلها من جهة التأسيس لمقولات جديدة كما في بعض الكيفيّات من قبيل المصلحة السلوكية ، أو من قبيل ما يعرف بـ : (الحكومة) أو (الورود) وغير ذلك من المفاهيم