دين»(١).
وكذا ما نال به المتقدّمين في مسألة الجهر والإخفات في الركعتين الأوليين من قوله : «على أنّ القدماء وقع ما وقع منهم في كثير من المقامات من المذاهب الفاسدة لعدم اجتماع تمام الأصول عند كلّ واحد منهم وعدم تأليف ما يتعلّق بكلّ باب منها على حدة ، فربّما خفي على كلّ واحد منهم كثير من النصوص فيفتي بما عنده من غير علم بالباقي ، كما لايخفى على الخبير الممارس المتصفّح لما تضمّن تلك الآثار»(٢).
المطلب الرابع : دعاوى الإجماع والشهرة والضرورة :
وإذا كان كتاب الجواهر قد اشتمل على تحقيقات علمية ربّما لم يشتمل عليها مصنّف فقهيّ آخر فإنّه مع ذلك يلاحظ عليه بوضوح طغيان لغة الإجماع ـ فضلاً عن الاتّفاق والوفاق أو عدم الخلاف ـ بأقسامه من بسيط ومركّب ـ أو ما يسمّيه في موارد كثيرة بعدم القول بالفصل ـ ومنقول ومحصّل ، والمنقول منه متواتر وآحاد ، ناسباً إيّاه للطائفة تارة وللمسلمين كلّ المسلمين أخرى ، وقد ردّ الفيض الكاشاني القائل بأنّ المتنجّس لاينجِّس بأنّه قد خالف إجماع الفرقة الناجية بل المسلمين(٣) ، كما وأنّه قاطع للأصول والعمومات ومقدّم عليها
__________________
(١) جواهر الكلام ٦ / ١٧.
(٢) جواهر الكلام ٩ / ٥٩٢.
(٣) جواهر الكلام ٢ / ٢٧.