الشهيدين(١) ، وكذا تضعيفه قول الكاشاني ـ بعد ما اتّهمه بمخالفة قوله لإجماع الفرقة الناجية بل إجماع المسلمين بل الضرورة من الدين ـ بأنّه لا يليق بالفقيه التصدّي للردّ عليه بمثل ذلك(٢).
ومن الأمثلة أيضاً تسخيفه رأي دعائم الإسلام الذي خالف به المشهور وخرج بسببه عن المسطور ، ذاهباً إلى توريث الزوجة من الأرض مؤوّلاً الروايات الدالّة على عدم إرثها بما ينافي الصريح منها في الظهور ، قائلا : «وهو من غرائب الكلام ، بل هو كلام غريب عن الفقه والفقهاء والرواة والروايات ، وإنّما نقلناه ليقضى العجب منه»(٣).
وكذا ما وقع مع الشهيد الثاني من أنّ كلامه لو وقع من غيره لعدّ من الخرافات(٤) ، أو أنّ كلامه لا يصلح أن يصدر من أطفال الشيعة فضلاً عن أن يصدر عن آية الله المؤيّد بتأييده المسدّد بتسديده(٥).
وأخيراً نشير إلى ذكر مناقشاته الكثيرة للشيخ البحراني ، وقد جاءت في موارد متعدّدة من مباحث الكتاب وبألسن مختلفة ، فتارة يصفه بإعراضه عن الأخذ بكلام الأصحاب وفقده للمَلَكَة المتصرّفة في خطابات السنّة والكتاب(٦) ،
__________________
(١) تقدَّما في المطلبين الأوّل والثاني من البحث المتقدّم.
(٢) جواهر الكلام ٢ / ٢٧ بحث الاستنجاء ، إشارة إلى قوله : إنّ المتنجّس لايُنجِّس بل الذي يُنجِّس إنّما هو عين النجاسة. وانظر أيضاً : ٩ / ٥٩٩.
(٣) جواهر الكلام ٤٠ / ٣٠٥.
(٤) جواهر الكلام ٣٧ / ١٢٥ حكم ذبائح أهل الكتاب.
(٥) جواهر الكلام ١ / ٥٩٦ كيفية تطهير المضاف المتنجّس.
(٦) جواهر الكلام ١١ / ١٠٢ حكم الفعل الكثير في الصلاة.