جماعة من الصحابة والتابعين والفقهاء كابن عبّاس وعكرمة وأنس وأبي العالية والشعبي ، وعن أبي الحسن البصري وابن جرير الطبري وأبي عقيل الجبائي التخيير بينه وبين الغسل ، وعن داود يجب الغسل والمسح معاً ...»(١).
انتقاده للفقهاء :
وإذا كان قد توفّر للكتاب ما يميّزه عن غيره لجهة عدم الاستغراق في ما اعتاده بعض الفقهاء من شروح وتعليقات وتفريعات لا ثمرة لها فقهيّاً ، أو لجهة النأي عن التكلّف في الاستدلال بما ينسجم مع الذوق العرفي ، فإنّ ذلك لا يعني أنّه خرج كلّية عن منهج القدماء من الفقهاء والمجتهدين وأسلوبهم ، وعلى هامش ذلك فقد نسوّغ له لغته الشديدة وربّما القاسية أحياناً مع من يختلف معهم ، فإنّها تندرج في هذا السياق ، ومن ذلك توصيفه لبعض الفقهاء بالمتفقّهة(٢) ، أو وصفهم بالوسوسة ، ومن أولئك المقدّس الأردبيلي وبعض أتباعه ، فقد وصفهم بها في عدّة موارد من الكتاب ، منها مسألة مبطلية البكاء لشيء من أمور الدنيا للصلاة ، وكذا حكم ردّ السلام في الصلاة(٣).
ويأتي في هذا السياق أيضاً ما تقدّم من ردّه على الكاشاني وثاني
__________________
(١) جواهر الكلام ٢ / ٣٧٠. وانظر أيضاً على سبيل المثال ١٢ / ١٢٨ ، ٤٠ / ٣١و١٤١.
(٢) جواهر الكلام ١١ / ٢٦١ قوله في حكم صلاة الجمعة زمن الغيبة : وكيف كان فمن الغريب دعوى بعض المتفقّهة أنّ الشيخ ممّن يقول بوجوبها عيناً مدّعياً عليه الإجماع.
(٣) انظر : جواهر الكلام ١١ / ١١٨و ١٨٦ ، وأيضاً : ٩ / ٥٩٩ حكم الجهر والإخفات في الركعتين الأوليين ، و : ٤٠ / ٢٣٠ بحث ميراث الأجداد.