جار مجرى « حدّثني » ، وهو إذا اعترف له بالحديث كأنّه راو وحاك (١) ومخبر ، واللفظ لا يطلق على سبيل التّشبيه والمجاز. وقد علمنا أنّه إذا أقرّ له به واعترف بصحّته فكأنّه (٢) سمعه من لفظه ، وأجمعنا على أنّه لا يطلق « سمعت » فكذلك « حدّثني » و « أخبرني ».
فأمّا قول بعضهم : يجب أن يقول : « حدّثني (٣) قراءة (٤) عليه » حتّى يزول الإبهام ، ويعلم أنّ لفظة « حدّثني » ليست على ظاهرها ؛ فمناقضة ، لأنّ قوله : « حدثني » يقتضى أنّه سمعه من لفظه ، وأدرك (٥) نطقه به ، وقوله : « قراءة عليه » (٦) يقتضى نقض (٧) ذلك ، فكأنّه نفى ما أثبت.
فأمّا القول في المناولة والمكاتبة والإجازة ؛ فهو على ما نبيّن (٨).
أمّا المناولة فهو أن يشافه المحدّث غيره ، ويقول له في كتاب
__________________
(١) الف : رواه حاكي ، ج : حاكي.
(٢) ب وج : وكأنه.
(٣) الف : ـ حدثني.
(٤) ب وج : قراة.
(٥) ب : فأدرك.
(٦) الف : + لا.
(٧) الف : ـ نقض.
(٨) ب وج : تبين.