مقدّمة الكتاب
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله حمد الشّاكرين الذّاكرين ، المعترفين بجميل (١) آلائه وجزيل نعمائه ، المستبصرين بتبصيره (٢) المتذكّرين (٣) بتذكيره ، الّذين تأدّبوا بتثقيفه (٤) ، وتهذّبوا (٥) بتوفيقه ، واستضاءوا بأضوائه ، وتروّوا من أنوائه حتّى هجموا بالهداية إلى الدراية (٦) ، وعلموا بعد (٧) الجهالة ، واهتدوا بعد الضّلالة ، فلزموا القصد ، ولم يتعدّوا الحدّ ، فيقلّوا في موضع الإكثار ، ويطيلوا في مكان الاختصار ، ويمزجوا بين متباينين ، ويجمعوا بين متنافرين ، فربّ مصيب حرم في صوابه ترتيبه له في مراتبه وتنزيله في منازله ، فعدّ مخطئا ، وعن الرّشاد مبطئا. وصلى الله على أفضل بريّته وأكمل خليقته سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين (٨) وسلّم.
أما بعد : فإنّني (٩) رأيت أن أملى كتابا متوسّطا في أصول الفقه (١٠) لا ينتهى بتطويل إلى الإملال (١١) ، ولا باختصار إلى الإخلال ، بل يكون
__________________
(١) ب : المعرفين لجميل.
(٢) ج : ـ بتبصيره.
(٣) ب وج : المذكرين.
(٤) الف : بتشفيقه.
(٥) ب : تهذبه.
(٦) ب : الدراية.
(٧) ب : + أبعد.
(٨) ب وج : + من عترته.
(٩) ج : فانى.
(١٠) ج : + و.
(١١) ج : الامتلال.