فلا يجوز منه تعالى أن يجعله كذلك إلاّ وهو يريد الانتفاع بالكلّ (١) على سائر الوجوه.
وهذه الطّريقة يمكن ـ أيضا ـ اعتراضها بالمعنى المتقدّم (٢) : فيقال لهم : خلق الطّعوم والأراييح يمكن الاستدلال بها على الصّانع تعالى كما ذكرتم ، وقد أراد تعالى ذلك من المكلّفين ويمكن ـ أيضا ـ أن ينتفع بها على وجه الإدراك لها والالتذاذ بها ، و(٣) على وجه آخر ، وهو وجوب تجنّب هذا الانتفاع ، ليستحقّ بذلك الثّواب العظيم ، وإرادة هذين الوجهين متعذّرة (٤) لتنافيهما ، فلم يبق إلاّ أنّه يجب أن يكون مريدا لأحدهما ، فمن أين قلتم : إنّه أراد وجه الانتفاع والالتذاذ دون أن يكون أراد أن يتجنّب (٥) لاستحقاق (٦) الثّواب ؟ !.
فإذا قلتم (٧) لو أراد التّجنّب ، لدلّ عليه.
أمكن أن يقال لكم (٨) : قد دلّ عليه بما في العقل من حظر
__________________
(١) ب : به لكل ، ج : في الكل.
(٢) ج : متقدم.
(٣) الف : ـ و.
(٤) ج : متعذر.
(٥) ب وج : التجنب ، بجاى ان يتجنب.
(٦) ج : لأجل استحقاق.
(٧) ب : فان قالوا ، ج : ـ قلتم.
(٨) ب : لهم.