قصد إدخال المقصد في الذهاب حقيقة ، أو مجازاً ، كما فهمه منه جماعة (١) حيث نسبوا إليه الإتمام في الذهاب والمقصد والتقصير في العود ، من دون قصر على البيان (٢) ، ولا نسبة خلاف إلى الدروس ، فلم يختلف كلامه في المقصد كما ظنّ جماعة (٣).
وما ذهب إليه الشهيد هو الصواب ، والمستفاد من الأخبار كما في فوائد الشرائع (٤) ، وقواعد الأصحاب كما في المدارك (٥) ، وقد تضمّن دعويين :
الأولى : أنّه يتمّ في المقصد والذهاب ، ولنا عليها الإجماع المنقول في الكفاية (٦) عن بعضهم على أنّه لا يقصّر في الذهاب ، وحكى في الذخيرة (٧) نقله عن الشهيد الثاني ، لكنّي لم أجده في الروض (٨) ، والمسالك (٩) ، والروضة (١٠) ،
__________________
(١) لاحظ : رسالة نتائج الأفكار في بيان حكم المقيمين في الأسفار المطبوعة ضمن رسائل الشهيد الثاني ١ / ٣٠١ ؛ مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام ٤ / ٤٨١ ؛ مصابيح الظلام في شرح مفاتيح الشرائع ٢ / ٢٥٩ ؛ الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة ١١ / ٤٨٥.
(٢) أي : كتاب البيان.
(٣) لاحظ : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ١١ / ٤٨٦. وعبّر في مفتاح الكرامة ١٠ / ٦٠٢ (كما ظنّ بعض).
(٤) لاحظ : حاشية شرائع الإسلام (فوائد الشرائع) المطبوعة ضمن حياة المحقّق الكركي وآثاره ١٠ / ٢٣٧.
(٥) لاحظ : مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام ٤ / ٤٨٢.
(٦) لاحظ : كفاية الفقه المشتهر بـ : (كفاية الأحكام) ١ / ١٦٣.
(٧) لاحظ : ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد ١ ق٢ / ٤١٥.
(٨) لاحظ : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان ٢ / ١٠٦٣.
(٩) لاحظ : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام ١ / ٣٥١.
(١٠) لاحظ : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ١ / ٧٨٣ ـ ٧٨٤.