إنّه بقي في مجال الإشكال لعدم النّصّ عنده.
ويظهر من الهلالية (١) التردّد ـ كالذكرى (٢) ـ حيث اقتصر في الأوَّل على قوله : (قال بعض علمائنا) ثمّ ساق عبارة البيان ، وفي الثاني على نقل كلام الشيخ كما سمعت ، وهو خيرة الشهيد الثاني في رسالته (٣) ، والمسالك (٤) ، والروض (٥) ، والمقاصد العلية (٦) : فيما إذا كان المحلّ الذي خرج إليه مقابلاً لجهة بلده ويكون منتهى قصده ، بحيث يكون الرجوع منه عوداً إلى بلده أو نحو ذلك ، ممّا يأتي نقله إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر في الروض (٧) ، والروضة (٨) ، والمقاصد (٩) ، ضابطاً حاصله : أنّه يقصّر في الرجوع إذا كان من نيّته قطع المسافة ، وإلاّ فلا. وعبارة الدروس هذه : «وإن نوى العود ولم ينوِ عشراً فوجهان ، أقربهما القصر ، إلاّ في الذهاب» (١٠). وقد
__________________
(١) الهلالية ، للشيخ زين الدين علي بن هلال الجزائري (ت بعد ٩٠٩هـ) ، تلميذ ابن فهد الحلّي ، وأستاذ المحقّق الكركي. لم نعثر عليها.
(٢) لاحظ : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ٤ / ٣٣٠.
(٣) لاحظ : رسالة نتائج الأفكار في بيان حكم المقيمين في الأسفار المطبوعة ضمن رسائل الشهيد الثاني ١ / ٣١٩.
(٤) لاحظ : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام ١ / ٣٥١.
(٥) لاحظ : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان ٢ / ١٠٦٣.
(٦) لاحظ : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية : ٢٢٠.
(٧) روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان ١ / ١٠٦٤.
(٨) لاحظ : الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ١ / ٧٨٣ ـ ٧٨٤.
(٩) لاحظ : المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية : ٢٢٠.
(١٠) الدروس الشرعية في فقه الإمامية ١ / ٢١٤.