قال : حدّثني العالم الفاضل الشيخ أحمد نجل العلاّمة حجّة الإسلام الشيخ عبد الحسين الطهراني المعروف بـ : (شيخ العراقَين) ، قال : كنت في عنفوان شبابي مع والدي المرحوم بـ : (سُرّ من رأى) حين أرسله السلطان ناصر الدين شاه لتذهيب القبّة المطهّرة ، فبينما هو ناظر في هذا الأمر الخطير وكنّا في خدمته وطوع أوامره ونواهيه ، إذ أصبح يوماً من الأيّام وقال لي : أدعُ فلاناً وفلاناً من العمّالين ، فأحضرتهما ، فقام وقمنا معه وقال للعمّالين : خذوا معكم المسحاة والمعول وسيروا معي .. قال : فسرنا معه إلى مسجد الملويّة ، ولا يجسُر أحدنا أن يسأله عن سبب ذلك. فلمّا وصل إلى المسجد توجّه نحو القبلة فأتى إلى محراب المسجد ، فأمر العمّال بحفره ، فحفرا حتّى وصل المعول إلى الحجر ، فأمر برفع الأنقاض فخرج من تحت التراب والأنقاض رخام بلّوري أخضر اللون كالمرايا ذوات الألوان في غاية اللطافة أكثرها مربّع الشكل. فأمر بقلعها وحملها إلى الحضرة المقدّسة ، ثمّ أمر بترصيفها حول الصناديق الثلاثة داخل الشبّاك فرصفوها على أحسن ما يكون كما نراها بالعيان اليوم. [ثمّ] قال [السيّد القزويني] : قال الشيخ المذكور [يعني : الشيخ أحمد] : كنت في ذلك الوقت حدث السنّ ، فاستحييت أن أسأل أبي أو يسأله أحد من المشاهدين بأنّك كيف علمت أنّ في هذا المكان هذه الأحجار البلّورية؟ وبأيّ وجه حفرت المكان المذكور .. وقال العلاّمة السيّد حسين المذكور [القزويني] : قلت له : لعلّه أخبر بذلك في عالم الرؤيا أو الشهود .. أقول : وهي إلى يومنا هذا على هيئتها الأولى مع كمال اللطافة والبهاء والزينة وهذه الأحجار البلّورية الخضراء ، يقال لها في بلاد العجم (مَرمَر شيم) وهي من أحسن