مخالفة بهاء الله (١).
إنّ نشاط (شيخ العراقَين) قد أثار عليه حقد قادة مسلك الباب والبهاء. إلى الحدّ الذي قام معه حسين علي البهاء بإصدار لوح باسم الشيخ هاجمه فيه ووصفه بـ : الغافل المرتاب والعنصر المكّار! كما تعرّض شوقي أفندي ـ وهو نجل سبط البهاء وخليفة عبّاس أفندي ـ في قائمة سباب له تحت عنوان لوح القرن ، لوصف الشيخ مراراً وتكراراً بألفاظ جارحة ، من قبيل : الشيخ الخبيث والمردود في الدارين ومبغوض الثقلين. من الواضح أنّ الذي ينذر حياته في سبيل الإسلام لن يضرّه هذا الكلام شيئاً ، بل إنّ استياء الأعداء من هؤلاء الأشخاص يُعدّ فضيلة يعتزّون بها ، ولا يخفى ما في ذلك من الدروس والعبر في عصرنا الراهن ، فحيث يقوم المؤثّرون والنافذون في كلّ مجتمع بأداء في الأمور التنفيذية ، ويستدعي ثناء الأعداء عليهم ، فإنّهم بذلك يلعبون دور البيادق الحيوية للأعداء سواء علموا بذلك أو لم يعلموا ، ويجب أن يشكّل هذا المديح والثناء جرس إنذار لهم ولأتباعهم وأفراد حاشيتهم.
جهود الشيخ في بناء العتبات المقدّسة في العراق :
لقد تمخّض استشهاد أمير كبير ـ صديق (شيخ العراقَين) رحمهالله ، وأكبر رفاق دربه وحُماته ـ عن أحداث مريرة في تاريخ إيران وشعبها. لا شكّ في أنّ الطاغية الذي لا يتورّع عن سفك دم مثل دم أمير كبير ، لن يتحمّل بقاء وصيّه إلى جواره.
__________________
(١) المصدر السابق. نقلاً عن : الكواكب الدرّية ٢ / ١٨٧.