للأعلام والأحداث والوقائع التي جاء الكاتب على ذكرها دون التعريف بها ، وكان من شأن تركها دون بيان أو توضيح أن يجعل فهم بعض الأمور متعذّراً على القارئ الكريم. ثمّ انقدح في ذهني أن أكتب مقالة مختصرة تشتمل على زبدة المخاض من سيرة حياة (شيخ العراقَين) ؛ فجاءت هذه المقالة معتمدة على القراءة الباحثة والمدقّقة لهذا الكتاب.
ولد الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني المعروف بـ : (شيخ العراقَين) في حدود عام (١٢٢٥ للهجرة) ، ولا نعرف شيئاً عن محلّ ولادته ، سوى أنّ أصوله تعود إلى قرية (نظام آباد) وهي من القرى الواقعة إلى الشمال من محافظة (همدان) ، ولم يرِدنا شيء حول طفولته ونشأته. وقد بدأ التاريخ يسلّط الأضواء عليه عندما كان طالباً بارزاً يدرس في النجف الأشرف عند الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب كتاب جواهر الكلام ، وقد فرض تقدّمه العلمي على غيره وبزّ أقرانه حتّى استحقّ الحصول على إجازة في الاجتهاد من الشيخ النجفي ، وكان (شيخ العراقَين) على ما ورد في بعض التقارير ربعة في الطول زاده الله بسطة في العلم والجسم ، وكان شخصاً عصاميّاً بنى نفسه بنفسه رغم الفقر المدقع وشظف العيش الذي عانى منه هو وغيره من كبار العلماء من زملائه في الحوزة العلمية ، ونورد فيما يلي صورة نكتفي بذكرها ليقف القارئ الكريم على العصامية التي تحلّى بها علماؤنا الأفذاذ ، فلم تشكّل العقبات مهما كبرت مانعاً دون تقدّمهم وارتقائهم على المستوى العملي والروحي :
«كان لدى آية الله الآقا الميرزا زين العابدين مبراة ذات أربع شفرات ، وكان