إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ١٣٦ ]

تراثنا ـ العدد [ ١٣٦ ]

262/318
*

الكوفة ، في طريق وصول الإمام إلى ماء من مياه العرب. وهنا على هذا الماء نجد عبد الله بن مُطيع وهو ينصح الإمام بالكلمات نفسها التي قالها له وهو على الطريق بين المدينة ومكَّة. قال عبد الله : «بأبي أنت وأمّي يا بن رسول الله! ما أقدمك! واحتَمله فأنزله». وبدأ الإمام الحُسين عليه‌السلام يشرح لعبد الله عن كتب أهل الكوفة. بعد ذلك قال عبد الله الزبيريُّ الهوى والمَيل : «أذكِّرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الإسلام أن تُنتهك ؛ أنشدكَ الله في حُرمة رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم ؛ أنشدك الله في حُرمة العرب ؛ فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أميّة ليقتُلنَّك ، ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحداً أبداً. والله إنَّها لحُرمة الإسلام تُنتهَك ، وحُرمةُ قريش وحُرمة العرب ، فلا تَفعل ، ولا تأتِ الكوفة ، ولا تَعرَّض لبني أميَّة ؛ قال : فأبى إلاَّ أن يمضي ؛ فأقبل الحُسين حتَّى كان بالماءِ فوق زَرُود»(١). فبحقّ من يقرأ هذا الهراء برواية أبي مخنف عند الطبري ، أو من خلال تلميذ أبي مخنف هشام الكلبي.

إذن فالخلاصة من هذهِ الروايات التي سلَّطت الضوء على أولئك الذين نصحوا الإمام عليه‌السلام بنفس العبارات ، أعتقد أنَّها دخيلة ومبالغ فيها وهي في

__________________

* ـ الفرسخ : سُمِّي بذلك لأنَّ صاحبه إذا مشى واستراح بعد ذلك كأنَّه سكن. والفرسخ ثلاثة أميال هاشمية ، أي ما يُعادل (١٩٢٥×٣=٥٧٧٥ متراً) (أي ٥ ،٧٧٥ كيلومترات). وذكر أيضاً أنّ الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع بالذراع المُرسلة ، ويكون بذراع المساحة وهي الذراع الهاشمية تسعة آلاف ذراع ، وهو مائة وخمسون أشلاً ، فيكون الفرسخ (١٢٠٠٠×٤٨ ،١١٥سم) (الذراع المُرسلة) ويساوي (٥٧٧٤ متر). لمزيد من التفاصيل ، يُنظر : المكاييل والأوزان والنقود العربية : ٥٢ ـ ٥٣.

(١) تاريخ الرُسُل والملوك ٥/٣٩٥ ـ ٣٩٦.