سندها «غير واحد عن شبابة بن سوار ، قال : حدّثنا يحيى بن إسماعيل الأسدي ، قال : سمعت الشعبي يُحدّث عن ابن عمر ، أنَّه كان بمكَّة فبلغه أنّ الحُسين بن علي قد توجّه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال : أين تريد؟ قال : العراق ... إلخ»(١). كيف حدث هذا وابن عمر قد التقى بالإمام الحُسين عليهالسلام على الطريق بين المدينة المنوّرة ومكَّة المكرّمة!. ثمَّ كيف يتلاءم هذا القول مع القول السابق ، أنّ ابن عمر قد بايع يزيد بن معاوية وهو في المدينة المنوّرة. أمر محيّر ونحن نقرأ هذا التخبّط والعشوائية في رواية الطبري ومن سار على خُطاه.
أمَّا عن عبد الله بن مُطيع الذي سبق الكلام عنه وهو ينصح الإمام بعدم الذهاب إلى الكوفة ؛ فإذا بنا نلتقي بهِ ثانيةً ولكن ليس على الطريق بين المدينة المنوّرة ومكَّة المكرّمة بل بالقرب من القادسية(٢) التي تقع بالقرب من
__________________
عدم الخروج : «لولا أن يزري ذلك بي وبك لنشبت يدي في رأسك ... ولكن لا أخال ذلك مانعك». البداية والنهاية ٨/٥٦٠ ـ ٥٦١.
(١) المصدر نفسه ٨/٥٥٦.
(٢) القادسية : القادس : السفينة العظيمة. طولها تسع وستّون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثُلثا درجة ، ساعات النهار بها أربع عشرة ساعة وثُلثان ، وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخاً* وبينها وبين العُذيب أربعة أميال. روى ابن عيينة ، قال : مرَّ إبراهيم رضياللهعنهبالقادسية فرأى زهرتها ووجد هناك عجوزاً فغسلت رأسه ، فقال : قُدِّست من أرض ، فسُمِّيت القادسية. وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد بن أبي وقاص والمسلمين والفرس في أيّام عمر بن الخطَّاب في سنة (١٥هـ/٦٣٦م). معجم البلدان ٤/٧ ـ ٩.