عبّاس»(١). ففي هذهِ الأسطر القليلة وقع الطبري في عدَّة أخطاء ، أوّلها ورود اسم الوليد بن عتبة ، في حين أنَّه عنون موضوعه قبل أسطر ثلاثة بـ : (ذكر عزل الوليد عن المدينة وولاية عمرو بن سعد). وثانيهما قوله بأنَّ الإمام الحُسين عليهالسلاموابن الزبير كانا سويّةً بينما الذي أورده قبل ذلك بقليل أنّ الإمام كان مع أهل بيتهِ الأطهار. وثالثهما قوله عن مبايعة ابن عمر وابن عبّاس إذ انتظرا حتَّى جاءت البيعة من البلدان ، في حين قد نسي قوله في نفسس هذا النصّ ، إذ قال : «وأمّا ابن عمر فأقام أيّاماً» ، يعني أقام أيّاماً في المدينة المنوّرة ، فكيف ينسجم هذا مع قوله : «فانتظر حتَّى جاءت البيعة من البلدان» ، فالبيعة من البلدان أي الأمصار الإسلامية تذهب إلى دمشق مقرّ يزيد بينما كانا في المدينة المنوّرة؟. وليكن هذا صحيح فكيف بهِ ـ الطبري أو شيخه هشام عن أبي مخنف ـ بعد صفحات يقول ما نصه : «قال أبو مخنف : وحدّثني الحارث بن كعب الوالبىِّ ، عن عقبة بن سمعان ، أنّ حُسيناً لمّا أجمع المسير إلى الكوفة ـ [والإمام الحُسين عليهالسلام في مكَّة آنذاك] ـ أتاه عبد الله بن عبّاس فقال : يا بن عمِّ قد أرجف الناس أنّك سائر إلى العراق ، فبيِّن لي ما أنت صانع؟ قال : إنّي قد أجمعتُ المسير في أحد يومَيَّ هذين إن شاء الله تعالى ... إلخ»(٢). ألم يكن ابن عبّاس رضياللهعنه قد التقى هو وابن عمر بالإمام عندما غادر الإمام المدينة المنوّرة؟ فكيف إذن تحوّل ابن عبّاس ثانيةً وهو
__________________
(١) المصدر نفسه ٥/٣٤٣.
(٢) المصدر نفسه ٥/٣٨٣.