الباقر عليهالسلام. ثانياً أنَّه جاء برواية عمّار مشوّهةً ومبتورة ؛ إذ أنّ عماراً قال للإمام أن يُحدّثه عن مقتل الإمام الحُسين لا عن مقتل الشهيد مُسلم بن عقيل ، وبالتالي فإنَّ وزر قصور الرواية إنَّما يتحمّله هو نفسه أو هشام ، فلماذا يتّهم رواية عمّار بكونها غير مُشبعة أو ناقصة؟. فهو هاهنا يتحدّث عن رحلة الإمام لا عن رحلة مُسلم ، إذ يقول : «ما حُدِّثت عن هشام بن مُحمَّد ، عنه ـ [وأظنّ أنَّه يقصد أبا مخنف] ـ قال : حدَّثني عبد الرحمن بن جُندب ، قال : حدَّثني عُقبة بن سمعان مولى الرَّباب ابنة امرئ القيس الكلبية امرأة حُسين ـ وكانت مع سُكينة ابنة حُسين ـ وهو مولىً لأبيها ، وهي إذ ذاك صغيرة»(١). وهنا يجدر بنا التنويه إلى ما جاء في قول الطبري الذي ربّما كان مُغرضاً فيه ، فمتى كان الأئمّة الأطهار من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجعلون رجلاً مولىً لزوجاتهم أو لبناتهم على الرغم من كون عقبة(٢) كان رجلاً كبيراً!. ثمَّ قال : «خرجنا فلزمنا ـ [يقصد الإمام الحُسين وآل بيتهِ] ـ الطريق الأعظم ، فقال للحُسين أهلُ بيتهِ : لو تنكَّبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير لا يلحقك الطلب ؛ قال : لا ، والله لا أفارقه حتَّى يقضي الله ما هو أحبُّ إليه ...»(٣). وقد يتبادر إلى الذهن هنا سؤال ، وكيف عرف أهل البيت بخروج ابن الزبير على الطريق الأعظم؟ وإنَّه بحسب رواية الطبري ، إذ قال : «وخرج ابن الزبير من تحت
__________________
(١) المصدر نفسه ٥/٣٥١.
(٢) يُنظر عنه : معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة ١٢/١٦٩ ـ ١٧٠.
(٣) تاريخ الرُسُل والملوك ٥/٣٥١.