عن أبي جعفر» ـ يقصد الإمام الباقر عليهالسلام ـ ولكن ماذا نقرأ؟ نقرأ ثانيةً عن مُسلم ابن عقيل بعد أن ذكره قبل أسطر قليلة(١). بعدئذ يبدأ الحديث عن رحلة الإمام إلى العراق ولكن بسند أو بأسانيد لا تتعلَّق برواية عمّار الدُّهني ولا بقول الإمام أبي جعفر. ويبقى القارئ متحيّراً ، فأين قصّة مقتل الإمام عند الإمام الباقر؟ ولولا وجود الرواية الصحيحة في كتب الشيعة لخفي ما قاله الإمام برواية الدُّهني. فضلاً عن هذا فإنَّ الطبري قد نَسِي العنوان الذي ابتدأ فيه الموضوع ، وهو : «ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيّين ... إلخ»(٢) ، فلم نعد نسمع شيئاً عن هذهِ المُراسلات؟.
ملاحظات حول البيعة ليزيد بن معاوية
والتهيئة للثورة الحُسينيَّة
الحديث بشأن رحلة الإمام الحُسين من المدينة المنوّرة إلى مكَّة المكرّمة عند الطبري ـ نقلاً عن هشام الكلبي عن أبي مخنف ـ وردت على الصيغة الآتية : «وأمَّا أبو مِخنف فإنَّه ذكر من قصّة مُسلم بن عقيل وشخوصهِ إلى الكوفة ومقتلهِ قصةً هي أشبع وأتمَّ من خبر عمّار الدُّهني عن أبي جعفر الذي ذكرناه»(٣). يُلاحظ هنا أنّ الطبري مُصرٌّ على عدم ذكر الإمام مُحمَّد
__________________
(١) المصدر نفسه ٥/٣٤٩ ـ ٣٥٠.
(٢) المصدر نفسه ٥/٣٤٧.
(٣) المصدر نفسه ٥/٣٥١.