برسائل الكوفيّين؟ أم أنَّهما هدفا إلى تحريف نهضة الإمام وثورتهِ باتّجاه معاكس في أنَّها قد تبلورت ونمت في ذهنهِ على أثر مطالبة الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم وتهديدهما الإمام بالقتل إن لم يُبايع يزيد؟ في حين أنّ الإمام عليهالسلام قال صراحةً لمعاوية بعد استشهاد الإمام الحسن المُجتبى عليهالسلام : «إنِّي لأرجو أن يُعطي الله أخي على نيّتهِ في حبّهِ الكفَّ ، وأن يُعطيني على نيّتي في حبِّي جهاد الظالمين». حيث يُفهم من هذا النصّ أنّ الإمام الحُسين عليهالسلام كان يعدّ مسألة جهاد معاوية وبني أميّة من أولويّات مشروعهِ الإصلاحي ، في وقت سبق مُراسلة الكوفيّين إيّاه وتولية يزيد بن معاوية زمام السلطة في دمشق.
لنراجع كلام الطبري وهشام الكلبي فيما دسَّاه من معلومات في غير موضعها الصحيح الذي سبق الإشارة إليه. يقول الطبري : «حدّثني زكريّا بن يحيى الضرير ... ، قال : حدّثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القَسري ـ والذي يُراد بهِ خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري(١) والي الأمويّين
__________________
(١) هو : أبو الهيثم خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري (٦٦ ـ ١٢٦هـ/٦٨٦ ـ ٧٤٣م) ، من بجيلة. أمير العراقين ، وأحد خطباء العرب وأجوادهم. يماني الأصل ، من أهل دمشق. ولِّي مكَّة المكرّمة سنة (٨٩هـ/٧٠٨م) للوليد بن عبد الملك ، ثمَّ ولاَّه هشام العراقين (الكوفة والبصرة) سنة (١٠٥هـ/٧٢٣م) ، فأقام بالكوفة. وطالت مدّته إلى أن عزله هشام سنة ١٢٠هـ/٧٣٨م وولَّى مكانه يوسف بن عمر الثقفي وأمره أن يُحاسبه ، فسجنه يوسف وعذّبه بالحيرة ، ثمَّ قتله في أيّام الوليد بن يزيد. وكان خالد يُرمى بالزندقة ، وللفرزدق هجاءٌ فيه. يُنظر : كتاب الأغاني ٢١/٣١٥ ـ ٣١٦ ؛ الكامل