أخي على نيّتهِ في حبِّهِ الكفَّ ، وأن يعطيني على نيّتي في حبِّي جهاد الظالمين. وكتب مروان إلى معاوية : إنّي لست آمن أن يكون حُسين مرصداً للفتنة ، وأظنّ يومكم من حُسين طويلاً. فكتب معاوية إلى الحُسين : إنّ من أعطى الله صفقة يمينهِ وعهدهِ لجدير بالوفاء ، وقد أنبئتُ أنّ قوماً من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق من قد جرّبت قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّق الله واذكر الميثاق ، فإنّك متى تكدني أكدك. فكتب إليه الحُسين : أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير ، والحسنات لا يهدي لها إلاَّ الله ، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافاً ، وما أظنّ لي عند الله عذراً في ترك جهادك ، وما أعلم فتنةً أعظم من ولايتك أمر هذهِ الأمّة. فقال معاوية : إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلاَّ شراً. وكتب إليه معاوية أيضاً في بعض ما بلغه عنه : إنِّي لأظنّ أنّ في رأسك نزوَة ، فوددت أنِّي أدركها فأغفرها لك»(١). جميع هذهِ المعلومات المهمّة في مسيرة نهضة الإمام الحُسين عليهالسلام قد ألغاها الطبري أو هشام الكلبي من كتاب أبي مخنف الأصلي ، ودسَّا رواية مغرضة في غير صالح الإمام ، رواية تأتي بعد تلك التي كانت على زمن معاوية ، لجعلها تتعلَّق بيزيد ، وأنّ والي الأمويّين ومروان بن الحكم قد شدَّدا على الإمام للمبايعة أو أن يُضرب عنقه في حال امتناعهِ. وكذلك توجيههما الرواية بالنسبة إلى كتب الكوفيّين وأنّ الإمام كان موافقاً على موقفهم ، في حين أنّ رأي الإمام «إنّ القوم إنَّما يريدون أن يأكلوا بنا ، ويستطيلوا بنا ، ويستنبطوا
__________________
(١) المصدر نفسه ٨/٥٥٧ ـ ٥٥٨.