ذاته قد وردت من الطبري ، ونقلاً عن مصدر واحد هو أبو مخنف!.
وفي المقابل ، فإنّنا حينما نعود إلى الرواية التي ذكرناها في أعلاه عن الطبري أيضاً : «... والفراغ من أمرهم ، فكتب إلى الوليد : بسم الله الرحمن الرحيم ، من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة ، أمَّا بعد ، فإنَّ معاوية كان عبداً من عباد الله ، أكرمه الله واستخلَفَه ... والسلام»(١). وكتب إليه في صحيفة كأنَّها أذن فأرة : «أمَّا بعد ، فخذ حُسيَناً وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رُخصة حتَّى يُبايعوا ؛ والسلام»(٢). المهمّ أنّ هذهِ الرواية التي تتضارب أيضاً مع سابقتها التي هي الأخرى قد أوردها الطبري عن هشام بن مُحمَّد عن أبي مخنف. وجميعها يؤكِّد بما لا يقبل الشكّ في أنّ المنهج الروائي والبحثي الذي اعتمده الطبري في تاريخهِ كان إمَّا تلاعباً من قبلهِ في روايات أبي مخنف أو هشام ، أو أنّ هذا يدلّ دلالة واضحة على المستوى الفكري الموجَّه لخدمة السلطة الأموية أو حتَّى العبّاسية.
رواية كتب الكوفيّين إلى الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام. الرواية التي جعلها الطبري عنواناً بارزاً بعد أن انتهى من رواية خروج الإمام من المدينة المنوّرة إلى مكَّة المكرّمة ، والعنوان هو : «ذكر الخبر عن مُراسلة الكوفيّين الحُسين عليه السلام للمصير إلى ما قبلهم وأمر مُسلم بن عقيل
__________________
(١) المصدر نفسه ٥/٣٣٨.
(٢) المصدر نفسه ٥/٣٣٨.