لك ما لم يجمعه أحد ـ وإنِّي لا أتخوَّف أن يُنازعك هذا الأمر الذي استتبَّ لك إلاَّ أربعة نفر من قريش : الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله ابن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، ... وأمَّا الحُسين بن علي فإنَّ أهل العراق لن يَدَعوه حتَّى يُخرجوه ، فإن خرج عليك فظفرتَ بهِ فاصفح عنه فإنَّ له رَحِماً ماسَّة وحقَّاً عظيماً ...»(١).
وأمَّا رواية هشام الأخرى فكانت عن عوانة حول وصيّة معاوية ، والتي سبق أن تردّدنا بقبولها أنّها من كتاب أبي مخنف ، وهي تعكس مسألةً أخرى تماماً ، إذ قال معاوية للضحّاك بن قيس الفهري ـ وكان صاحب شرطتهِ ـ ومُسلم بن عقبة المرِّي : «بلِّغا يزيد وصيّتي ، أنظر أهل الحجاز فإنَّهم أصلك ، فأكرم من قَدِمَ عليك منهم ، وتعاهد مَن غاب ، وانظر أهل العراق ، فإن سألوك أن تَعزِل عنهم كلَّ يوم عاملاً فافعل ، ... وإنّي لست أخاف من قريش إلاَّ ثلاثة ـ في رواية هشام عن أبي مخنف السابقة كانوا أربعة ـ حُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ؛ ... وأمَّا الحُسين بن علي فإنَّه رجل خفيف ، وأرجو أن يكفيكه الله بمن قَتَل أباه ، وخَذَل أخاه ، وإنّ له رحماً ماسَّة ، وحقَّاً عظيماً ، وقرابةً من مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلّم ، ولا أظنّ أهل العراق تاركيه حتَّى يُخرجوه ، فإن قدرتَ عليه فاصفح عنه ، فإنِّي لو أنِّي صاحبه عفوتُ عنه ...»(٢). هذهِ الروايات المتضاربة التي تتناول الموضوع
__________________
(١) المصدر نفسه ٥/٣٢٢.
(٢) المصدر نفسه ٥/٣٢٣.