عنهما(١).
من هنا ؛ فقد جاءت روايات مقتل أبي مخنف غنيّةً في تفاصيلها وإحاطتها بالجزئيّات ، مسندةً متّصلةً موثوقةً في مآخذها ومنابعها ؛ ولذا أصبح مقتله من أشهر المقاتل الحُسينيَّة ، وأكثرها اعتماداً لدى المؤرِّخين على مرِّ العصور. على الرغم من كون هذا المُصنَّف هو ليس الأقدم أو الأوّل في مجالهِ ، حيث إنّ أوّل مَن كتب في مقتل الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام هو الأصبغ بن نباتة(٢) ، ثمَّ جاء بعده جابر بن يزيد الجعفي ، ثمَّ جاء بعدهما عمّار الدُّهني ، وبالتالي فلا يكون أبو مخنف هو أوّل مَن كتب في المقتل الحُسيني ، على الرغم ممّا ورد عند بعض الباحثين(٣).
يتكوّن مقتل أبي مخنف المُستخرَج من تاريخ الطبري من(٦٥) حديثاً مُسنداً ، رواها أبو مخنف بالمباشرة وبالواسطة عن(٣٩) راوياً ، وتتوزّع هذهِ الأحاديث المُتناثرة في تاريخ الرُسُل والملوك على حوادث المعركة وما قبلها وما بعدها ، بشكل يُغطِّي أكثر التفاصيل ، ويُجيب على أغلب التساؤلات التي
__________________
(١) يُنظر أخبارهما في : تاريخ الرُسُل والملوك ٥/٣٨٤ ، ٣٨٦ ، ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، ٤٠٠ ، ٤٢٧.
(٢) هو : أبو القاسم الأصبغ بن نُباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مُجاشع بن دارم الحنظلي الكوفي من بني تميم. روى عن الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وكان من أصحابهِ. قال عنه ابن حجر العسقلاني : (متروكٌ رُمِيَ بالرفض). يُنظر : كتاب الطبقات الكبير ٨/٣٤٥ ؛ تقريب التهذيب : ١٥١.
(٣) يُنظر على سبيل المثال : أنصار الحُسين عليهالسلام : ٣٣ ؛ مقدّمة تحقيق كتاب : وقعة الطَّف : ١٦ ـ ١٧.