اكْتَسَبُوا ، وَيُثَابُونَ عَلَى مَا قَدَّمُوا لآخِرَتِهِمْ)(١) ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (قَالَ اللهُ تَعَالَى إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ أوْلِيائِيِ عِنْدِي رَجُلا خَفِيفَ الْحَالِ ذَا حَظٍّ مِنْ صَلاة ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ بِالغَيْبِ ، وَكَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ ، جَعَلَ رِزْقَهُ كَفَافاً ؛ فَصَبَرَ عَلَيهِ ، عُجِّلَتْ مَنيِّتُهُ ؛ فَقَلَّ تُرَاثُهُ ، وَقَلَّتْ بَواِكيهِ)(٢) ، وَعَنِ البَاِقرِ عليهالسلام ، قَالَ : (يَبْعَثُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ قَوْماً بَيْنَ أَيْدِيهِمْ نُورٌ كَالقَبَاطيِّ ؛ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ كُنْ هَبَاءً مَنَثْوراً ؛ ثُمَّ قَالَ عليهالسلام : أما وَاللهِ إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ ، وَيُصَلُّونَ ، وَلَكِنْ كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُمْ شيءٌ مِنَ الْحَرَامِ أَخَذُوهُ ، وَإِذَا ذُكِرَ لَهُمْ شيءٌ مِنْ فَضْلِ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عليهالسلام أَنْكَرُوهُ)(٣) ، وقال (صلى الله عليه وآله) : (مَنْ جَاعَ ، أَوِ احْتَاجَ ؛ فَكَتَمَهُ النَّاسُ ، وَأَفْشَاهُ إِلَى اللهِ كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَرْزُقَهُ الرِّزْقَ مِنَ الْحَلالِ)(٤) ، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) فِي وَصيَّتِهِ لأبِي ذَرّ : (طُوْبَى للزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ الذِينَ اتَّخَذُوا أَرْضَ اللهِ بِسَاطاً ، وَتُرَابَهَا فِرَاشاً ، ومَاءَهَا طِيباً ، واتَّخَذُوا كِتَابَ اللهِ شِعَاراً ودِثَاراً ، يَقْرِضُونَ الدُّنْيَا قَرْضاً ، يَا أَبَا ذَرّ حَرْثُ الآخِرَةِ العَمَلُ الصَّالِحُ ، وَحَرْثُ الدُّنْيَا المَالُ وَالبَنُونَ)(٥) ، وقال (صلى الله عليه وآله) : (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عَبْداً أَخَذَ مِنَ الدُّنْيَا الكَفَافَ ،
__________________
(١) تفسير العياشي ٢/١٢٤ ، وينظر : البحار ٦٦/٢٧٧.
(٢) الكافي ، ٢/١٤٠/١/١.
(٣) البحار ٧/١٧٦.
(٤) في مستدرك الوسائل ٧/٢٢٦ ، البحار ٦٩/٤٩(...أن يرزقه رزق سنة من الحلال).
(٥) الأمالي ، للطوسي : ٥٣٢ ، وفي أمالي المفيد : ١٣٣ من وصيّة أمير المؤمنين إلى نوف ، وكذا في الخصال : ٣٣٧.