وَالأَوْصِياءِ ، وَأَتَى إِلَيكَ المَدْحُ مِنْ جِهَةِ عُلْقَتِهِ وَاتِّصَافِهِ بِكَ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ بِضِدِّ الأَوَّلِ ؛ فَلَمْ يُظْهِرِ الرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ ، وَتَرَكَ مَا أَمَرَهُ بِهِ ، وارْتَكَبَ مَا نَهَاهُ عَنْهُ ، ونَكَبَ عَنِ السَّيْرِ فِي الطَّرِيقِ التِيْ أَمَرَهُ رَبُّهُ بِالسَّيْرِ عَلَى سُنَنِهِ ؛ فَهُوَ المَبْغُوضُ عِنْدَ اللهِ ، وَصَارَ هُوَ الشَّقِيُّ المحْرُومُ ، وَصِرْتَ أَنْتَ بِسَبَبِهِ مذْمُوماً مَبْغُوضاً للهِ تَعَالَى وَلِكُلِّ أَحَد ، وَعَلى هَذَا ؛ فَالآيَاتُ وَالأَخْبَارُ الآتِيَةُ فِي مَدْحِكَ ، وَذَمِّكَ ، وَبُغْضِكَ ؛ إِنَّمَا تَوَجَّهَا إِلَيكَ ولِمَنْ تحَلَّى وَاتَّصَفَ بِكَ مِنْ هَذَينِ الجِهَتَينِ أَيْضاً ، ومِمَّا يشْهَدُ لِقَولِي وحُكْمِي مَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام : (مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا إلاّ اعْتِبَاراً ومَا زُوِيَ عَنْه إلاّ اخْتِبَاراً)(١) ، وَرُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام أنَّهُ قَالَ : (لاَ خَيْرَ فِي مَنْ لاَ يُحِبُّ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حَلال يَكُفُّ بِه وَجْهَه ويَقْضِي بِه دَيْنَه ويَصِلُ بِه رَحِمَه)(٢) ، وَعَنْهُ عليهالسلام : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ ، وآخِرَتَهِ لِدُنْيَاهُ)(٣) ، وَعَنِ البَاقِرِ عليهالسلام قَالَ (وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ عليهالسلام : أَلاَ أَنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ، وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ إِذَا أَدَّوا فَرَائِضَ اللهِ ، وَأَخَذُوا سُنَنَ رَسُولِ (صلى الله عليه وآله) ، وَتَورَّعُوا عَنْ مَحَارِمِ اللهِ ، وَزَهِدُوا فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ الدُّنْيَا ، ورَغِبُوا فِي مَا عِنْدَ اللهِ ، وَاكْتَسَبُوا الطَّيِّبَ مِنْ رِزْقِ اللهِ ، لاَ يُرِيدُونَ التَّفَاخُرَ ، وَالتَّكَاثُرَ ؛ ثُمَّ أَنْفَقُوهُ فِي مَا يَلْزَمُهُمْ مِنْ حُقُوق وَاجِبَة ؛ فَأُولَئِكَ الذِينَ بَارَكَ اللهُ لَهُمْ فِي مَا
__________________
(١) الكافي ٢/٢٦٢.
(٢) الكافي ٥/٧٢.
(٣) من لا يحضره الفقيه ، ٣/١٥٦/٣٥٦٨.