بَاعَ دِينَهُ بِهِمَا ، (وسُئِلَ الباقرُ عليهالسلام عَنِ الدَّنَانِيرِ ، وَالدَّرَاهِمِ وَمَا عَمَلَ النَّاسُ فِيهَا ؛ فَقَالَ عليهالسلام : هِيَ خَواتِيمُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، جَعَلَهَا اللهُ مَصْلَحَةً لِخَلْقِهِ ، وَبِهَا تَسْتَقِيمُ شُؤونُهُمْ وَمَطالِبُهُمْ ؛ فَمَنْ أَكْثَرَ لَهُ مِنْهَا فَقَامَ بِحَقِّ اللهِ تَعاَلَى فِيهَا وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَذَاكَ الذِي طَابَتْ وَخَلُصَتْ لَهُ ، وَمَنْ أَكْثَرَ لَهُ مِنْهَا فَبَخِلَ بِهَا َولَمْ يُؤَدِّ حَقَّ اللهِ فِيهَا واتَّخَذَ مِنْهَا الآنِيَةَ والأَبْنِيَةَ فَذَاكَ الذِي حَقَّ عَليهِ وَعِيدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى : (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)(١))(٢) ، ولمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (كُلُّ مَال يُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَلَيْسَ بِكَنْز ، وإِنْ كَانَ تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ ، وَكُلُّ مَال لاَ يُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزٌ ، وَإِنْ كَانَ فَوْقَ الأَرْضِ)(٣) ، (وَقَدْ أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى عليهالسلام لاَ تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ المَالِ ، وَلاَ تَدَعْ ذِكْرِي عَلَى كُلِّ حَال ؛ فَإِنَّ كَثْرةَ المَالِ تُنْسِي الذُّنُوبَ ، وَتَرْكُ ذِكْرِي يُقَسِّي القُلُوبَ)(٤) ، وَكَانَ أَبُو ذَرّ الغَفَارِيُّ رحمهالله يَغْدُو كُلَّ يَوم وَهُوَ بالشَّامِ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ بَشِّرْ أَهْلَ المَكْنُوزِ بِكَيٍّ فِي الجِبَاهِ ، وَكيٍّ بِالجُنُوبِ ، وَكَيّ بالظُّهُورِ أَبَداً حتَّى يَتَردَّدَ الحَرِيقُ فِي
__________________
٢/١٠٧.
(١) التوبة : ٣٥.
(٢) أمالي الطوسي ٢/١٣٣ ، الوسائل ٩/٣٠ ـ ٣١.
(٣) الوسائل ٩/ ٣٠/أبواب ما تجب فيه الزكاة ب ٣ ح ٢٦ ، أمالي الطوسي ٥١٩/ ١١٤٢.
(٤) علل الشرائع ١/٧٧.