تَعَلَّقَ بِغُصْن مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الغُصْنُ إِلَى النَّارِ)(١) وقال (صلى الله عليه وآله) : (شَابٌّ سَخِيٌّ مُرْهَقٌ فِي الذُّنُوبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ شَيْخ عَابِد بَخِيل)(٢).
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْبَارِ وَالأَحَادِيثِ التِي هِيَ صَرِيحَةٌ بِمَا قُلْتُ ، وَاضِحَةٌ بِمَا بَيَّنتُ ، وَلَوْ التَفتَّ أَيُّها الغِنَى إِلَى مَا وَرَدَ فِي شَأْنِكِ وَشَأْنِ مَنِ اتَّصَفَ بِكَ وَاعْتَمَد عَلَيْكَ ، لَوَارَيْتَ شَخْصَكَ وَمِثَالَكَ عَمَّنْ عَرَفَ خَواصَّكَ الذَّاتِيَةَ وَلَوازِمَكَ العَرَضيَّةَ التِي كَانَتْ قُرَّةَ عَينِ الشَّيْطَانِ ، وَثَمَرَةَ فُؤادِهِ وَسَهْمِهِ ، وَأَنْتَ الهَمُّ والنَّارُ ، وَأَنْتَ تُنْسِي الذُّنُوبَ وَتُقَسِّي القُلُوبَ(٣) ، وَأَنْتَ الـمُذْهِبُ بِالدِّينِ ، وَالمُفِيضُ الكْفَرَ بَيْنَ العَالَمِينَ ، وَأَنْتَ المَلْعُونُ عَلَى لِسَانِ الصَّادِقِ الأَمِينِ.
(فِي ذَمِّ الدِّينارِ وَالدِّرْهَمِ ، وَعِلَّةِ تَسْمِيتِهَا بِذَلِكَ)
وَيَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ فِي شَأْنِكَ مَا عَنِ ابْنِ عَبَّاس : (إِنَّ أَوَّلَ دِرْهَم وَدِينَار ضُرِبَا فِي الأَرْضِ نَظَرَ إِلَيهِمَا إِبْليسُ ؛ فَلَمَّا عَايَنَهُمَا أَخَذَهُمَا فَوَضَعُهُمَا عَلَى عَيْنَيْهِ ؛ ثُمَّ ضَمَّهُمَا إِلَى صَدْرِهِ ؛ ثُمَّ صَرَخَ صَرْخَةً ؛ ثُمَّ ضَمَّهُمَا إِلَى صَدْرِهِ ؛ ثُمَّ قَالَ : أَنْتُمَا قُرَّةُ عَيْنِي ، وَثَمَرَةُ فُؤادِي ، مَا أُبَالِي مِنْ بَنِي آدَمَ إِذَا أَحَبُّوكُمَا وَلَمْ يَعْبُدُوا وَثَناً ، حَسْبِي مِنْ بَنِي آدَمَ أَنْ
__________________
(١) قرب الإسناد : ٧٤ ، البحار ٧٠/٣٠٣.
(٢) البحار ٧٠/٣٠٧ ، جامع أحاديث الشيعة ١٣/٦٠٤.
(٣) إشارة إلى قول الإمام عليهالسلام (فإنّ كثرة المال تنسئ الذنوب وإنّ ترك ذكري يقسي القلوب). علل الشرائع ١/٧٧.