رَاحَةً البَخِيلُ ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِمَا فَرَضَ اللهُ عَليهِ ، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : (مَحَقَ الإِيمانَ مَحقَ الشُّحِّ شيءٌ ، إنَّ لِهذَا الشُّحِّ دَبيباً كَدَبيبِ النَّملِ ، وشُعَباً كَشُعَبِ الشِّركِ)(١) ، وَخِصْلَتانِ لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِن البُخْلُ وَسُوءُ الْخُلُقِ ، وَقَالَ عليهالسلام : (المُوبِقَاتُ ثَلاثٌ : شُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوَى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ)(٢) ، وَالشُّحُّ المُطَاعُ سُوءُ الخُلُقِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلاَ يُؤْمِنُ رَجُلٌ فِيهِ الشُّحُّ وَالحَسَدُ وَالْجُبْنُ ، وَلاَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَاناً ، وَلاَ حَرِيصاً ، وَلاَ شَحِيحاً ، وَ (سَمِعَ عَلِيٌّ عليهالسلام رَجُلا يَقُولُ : الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ ، فَقَالَ : كَذِبْتَ ؛ إِنَّ الظَّالِمَ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ ، وَيَرِدُّ الظُّلامَةَ عَلَى أَهْلِهَا ، والشَّحِيحُ إِذَا شَحَّ مَنَعَ الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ ، وإِقْرَاءَ الضَّيْفِ ، والنَّفَقَةَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَأَبْوَابَ البِرِّ ، وَحَرَامٌ عَلَى الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَهَا شَحِيحٌ)(٣) ، وَقَالَ عليهالسلام : (اِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ ؛ أَمَرَهُمْ بِالْكَذِبِ فَكَذَبُوا ، وَأَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا ، وَأَمَرَهُمْ بِالقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا)(٤) ، [وَ] إِنَّ (السَّخَاءَ شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ ؛ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْن مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الجَنَّةِ ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ ؛ أَغْصَانُهَا فِي الدِّنْيَا مَنْ
__________________
(١) الخصال ٢٦/٩٣ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار ٧٣/٣٠١ /٨ ، مستدرك الوسائل ٧/٢٧/٧٥٥٤.
(٢) الخصال ١/٤٢ ، البحار ٧٠/٣٠٢.
(٣) قرب الإسناد : ٤٨ ، طبعة النجف ، البحار ٧٠/٣٠٢.
(٤) الخصال ١/٨٣ ، البحار ٧٠/٣٠٣.