فِي الأَرْضِ رَجُلٌ أَعْظَمُ مِنَّةً عَلَيَّ مِنْكَ ، دَعَوْتَ اللهَ عَلَى هؤُلاءِ الفُسَّاقِ فَأَرَحْتَنِي مِنْهُمْ ، أَلاَ أُعْلِمُكَ خِصْلَتَينِ : إِيَّاكَ وَالْحَسَدَ فَهُوَ الذِي عَمِلَ بِي مَا عَمِلَ ، وَإِيَّاكَ وَالْحِرْصَ فَهُوَ الذِي عَمِلَ بِآدَمَ مَا عَمِلَ)(١) ، وَالْحِرْصُ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الرُّوَايَاتِ ، وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي ذَمِّ البُخْلِ وَمَعايِبِهِ ؛ فَهُوَ أَكْثَرُ شَيء وُرُوداً ؛ فَمِنَ الكِتَابِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً)(٢) ، وَقَالَ الصَّادِقُ عليهالسلام : (حَسْبُ الْبَخِيلِ مِنْ بُخْلِهِ سُوءُ الظَّنِّ بِرَبِّهِ)(٣) ، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليهالسلام : (الْبُخْلُ عَارٌ)(٤) ، وَقَالَ عليهالسلام : (الْبُخْلُ جَامِعٌ لَمَساوِئِ الْعُيوبِ ، وَهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوء)(٥) ، وَقَالَ رَسُولُهُ (صلى الله عليه وآله) : (السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللهِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ)(٦) ؛ ثُمَّ قَالَ : (قَالَ اللهُ عَزَّ وَجلَّ حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَى المَنَّانِ وَالبَخِيلِ ، وَالقَتَّاتِ)(٧) ، وَأَقَلُّ النَّاسِ
__________________
(١) الخصال : ٥١ ، البحار : ٣١٧.
(٢) النساء : ٣٧.
(٣) مستدرك الوسائل ٧/٢٨ ، وتتمة الحديث(من أيقن بالخلف جاد بالعطية).
(٤) مستدرك الوسائل ٧/٢٨ ، وتتمّة الحديث (والجبن منقصة).
(٥) نهج البلاغة ٣/٢٤٥ ، وانظر : مستدرك الوسائل ٧/٢٩.
(٦) الكافي ٤/٤٠ ، وانظر : بحار الأنوار ٧٣/ ٣٠٨ ، وعن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قريب منه ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢/١٢ باب ٣٠ فيما جاء عن الرضا عليهالسلام من الأخبار المنثورة ح ٢٧.
(٧) من لا يحضره الفقيه ٤/١٧ ، الوسائل ٩/٤٥٣ ، مع اختلاف في اللفظ ، والنسبة.